شباب مائع وميني جوب وشناشيل على الطريقة البغدادية
23-أيلول-2025

بغداد - العالم
في العدد 34 من صحيفة الخبر، والمؤرخ في 6 كانون الأول 1967، نُشر تحقيق عن حفل تعارف أقامه طلبة الكلية الجامعة، جاء في التحقيق:
في الحفلة التي أقامتها الكلية الجامعة على شررف الطلاب الجدد، برزت أنيقات الجامعة في حوار بديع عن بغداد والشناشيل والميني جوب والشباب المائع، وكيف وصلت المرأة إلى القمر.. وخلال ذلك تعرف الطلبة الجدد على زملائهم القدامى وسط الزغاريد والهوسات التي شارك فيها الطلاب والطالبات على حد سواء..
لا يستطيع المر وهو يشارك أو يلبي دعوة التعارف التي أقامها أساتذة وطلاب قسمي الاقتصاد والعلوم السياسية على شرف الطلبة والطالبات الجدد أن ينتصر على ضرورة إقرار حقيقة مهمة وهي أن وضوح الهدف أي هدف واتباع تكتيك موضوعي لتحقيق هذا الهجف سيعطي ردودًا إيجابية أكيدة سواء أكان هذا الهدف يخص فردًا أو مجموعة أفرادًا أو شعبًا كاملًا، هذه الحقيقة تجلت بنشاط للجنة المشرفة للحفلة، وإني أهبها تأييدي الشخصي على هذا المستوى الرفيع من الإدراك للهدف "إقامة حفلة تعارف" والتكتيك الموضوعي.. والذي شمل تطبيق مبدأ التخصص وتقسيم العمل بحيث يمكن القول بأن قانون تزايد القلة قد ظهر فعلًا في انتاج هذه الحفلة.
حفلة تعارف
فقد كان يوم الإثنين الماضي يومًا من أيام شتاء بغداد مشمسًا بعد أن هطلت الأمطار وكأنه يدرك نشاط اللجنة ويوقن بأن حدثًا جميلًا محتمًا في الكلية سيحل ذلك المساء، وهناك حفلة تعارف وتبادل شعور بين الداعين والمدعويين، نعم الضيف والمضياف، مضياف كريم وضيف أكول تجلى بعرض الكيك والمرطبات التي لم أتناولها إلا في المناسبات النادرة! وكانت غير متقشفة في الواقع.
ومع إشراف الساعة الخامسة وهو الوقت المحدد لبدء الحفلة اكتضت قاعة الكلية بالطلبة والطلبات وتعالى التصفيق واختلطت زغاريد الزملاء والزميلات معًا وهم يزفون الاساتذة الدكتور عبد الله ياسين رئيس قسم الاقتصاد في الكلية الجامعة والدكتور شمران حمادي رئيس قسم الهلوم السياسية في الكلية الجامعة والدكتور خطاب العاني مدير البعثات العام والدكتور وادي العطية استاذ التنمية العام وبقية الاساتذة والمحاضرون إلى الأماكن التي اعدت لهم في صدر القاعة لافتتاح الحفلة.
سهرة كبيرة
وافتقدا شخصيًا استاذي العزيز الدكتور رض الجاسم الذي ما كان قد تأخر قط عن تشريف مثل هذه المناسبات الغالية على نفسه لولا الحادث الجلل الذي أودى بأحد بنيه، آمل أن يقبل اعتذاري وتعازي.
لم تكن لتصدق أنك في حفلة تعارف صغيرة في كلية صغيرة، إنما أنت فعلًأ أمام سهرة كبيرة تجمعت لها الإمكانات الفنية الكبيرة، فمن كلمة الافتتاح القاها جودت العاني "قسم السياسية" إلى مقطوعات موسيقية لفنان من بلادنا إلى قصيدة شعبية لطالبة من قسم الاقتصاد مطلعها "بنيت آمال طلع ساسها من الرمال" علق أحدهم بقوله أنه لو سمهه أبو ضاري ولو كان الدكتور نزار الطبقجلي حاضرًا في الحفلة وهو ما كنا نتمناه لتآمروا على تلميذتنا وشاعرنا الشعبي وأخذوه إلى ميكفرون الإذاعة والتلفزيون..
وانحسر رنين القصيدة بقوة التصفيق التي رافقت ظهور الفنان خليل الرفاعي وجماعته على خشبة المسرح وعشنا ساعات من الضحك بدل التأملات والآهات التي بدت على وجوه الحاضرين، فقد أنسانا الرفاعي الآمال والرمال والآلام والجبال.
عنصر إيجابي
أنا وفئة ضالة من الناس ومنهم سقراط والسيد سيمون دبفوار "نظن" أن المرأة "عنصر سلبي" إلا أنني فوجئت بنشاط كبير من حواء لتؤكد أنها "عنصر إيجابي" ألن تصعد في محاولة لوصول القمر؟ فعلًا ألم تجري محاولة منهن..
وبرزت باهرة الشيخلي عريفة الحفل رقم واحد وسهاد القيسي وزهراء المظفر وهن من الرابع اقتصاد وليلى بطرس.. فدار حديث في فقرة "يعجبني ولا يعجبني" معهن عن بغداد والشباب والميني جوب وأمور اخرى. إني أعترف بأني سمعت تصريحًا جريئًا مدركًا.
قالت إحداهن لا يعجبها "قلة المثقفين في بغداد" ويعجبها شناشيل بغداد القديمة، حقًا لقد أصبن كبد الحقيقة.. فقد تعلمنا إلا أننا لم نتثقف بعد، وجددنا إلا أننا فقدنا الجميل ما عندنا من فنوننا، وأدلت زهراء المظفر "طالبة من الرابع اقتصاد" برأيها في أنها يعبها في الطالب هدوءه ورزانته وأخلاقه" بشرى للدكتور الوردي، فله أصحاب مصلحون خارج نطاق كلية الآداب، إنهم في الكلية الجامعة.
وبدون أن ندري مدت لنا اللجنة المشرفة أياديها لننام كالعصافير بين ضلوعنا وحنايانا بأن نقلتنا إلى عالم آخر، عالم غنى فيه الاستاذ صلاح الشيخلي مقلدًا، كما أعلن عريف الحفل عباس جميل ولو أن اذني تقول أنه قلد المطرب يوسف عمر.. وهنا لابد لي أن أهمس بإذن صلاح بأن ظهوره على المسرح دلل على غباء شديد مني أو تيبس في أحاسيسي الفنية لأني بالرغم من زمالتي الطويلة له لم اكتشف هذه القابلية فيه.
وعباس جميل الحقيقي غنى لنا بلغة الأمر "كولوله لبو عيون الوسيعة" وأخذنا في أغانيه الحلوة.
وسمعت لحنًا إلا أني لم أكن أعرف منشديه شخصيًا.. فسألت الجالسة على يساري، فأجابت بأنه محمد عبد المحسن.. ولما لم أزل سارحًا أتذوق رنة صوتها وهي تخبرني عن الحفلة باعتبارها من الرواد الجدد الذين اقيمت الحفلة على شرفهم وإذا ببلبل يغرد لحنًا عذبًا "على مهلك على مهلك يا اللي رايح لأهلك" حاولت أن أفيق من سرحتي لفهم المقطع الثاني فلم أستطع وسألت زميلتي الجالسة على يساري عن المقطع الثاني وإذا بها هي الاخرى تعيش في أحلام خاصة.
اضطررنا أن نستنجد بزميلة فاضلة كانت ضيفًا في الحفلة تجلس على يسارنا. فقالت بأنها قادرة أن تعيد شدو المقطع بشطريه وكان يبدو عليها بأنها تملك كل قواها البدنية والعقلية والتي يبدو أنها خارت لدى رفيقتها على يمينها فأنشدت بصوت عذب ولسان يكسر حرف الراء "على مهلك على مهلك.. يا اللي رايح لأهلم.. وردي ذبل بعيونك.. وورد جديد فتح لك"..
وفاتنا ونحن ندون اللحن الجميل فصول كثيرة من حفلة السمر هذه التي لم أفق في الواقع من أحلامي إلى على صوت قوي "دنبلة.. دنبلة"..

فرق جوالة لتسليم البطاقات الانتخابية إلى المواطنين في منازلهم
9-تشرين الأول-2025
شهادات مزوّرة تهدد حياة العراقيين «أطباء وهميون» ومسؤولون بشهادات مشتراة
9-تشرين الأول-2025
استبعادات وغرامة تطال مرشحين بارزين عقب انطلاق حملات الانتخابات
9-تشرين الأول-2025
العالمي للذهب: العراق دون تحديث منذ كانون الثاني
9-تشرين الأول-2025
وزير إيراني: اتفاق مع العراق على زيادة الزوار إلى 5 ملايين
9-تشرين الأول-2025
مستشار السوداني: رواتب العام 2026 مؤمّنة بالكامل
9-تشرين الأول-2025
الإطار على مفترق طرق.. صراع الولاية الثانية يعيد خلط الأوراق قبل انتخابات تشرين
9-تشرين الأول-2025
الدار العراقية للازياء تواكب برنامج تعزيز الهوية الوطنية الثقافية
9-تشرين الأول-2025
عملاق النفط الأميركي يعود إلى العراق الحكومة تعلن توقيع عقد مبادئ
9-تشرين الأول-2025
البصرة تحتضن «IBS-Ports 2025» الفاو فرصة للعالمية
9-تشرين الأول-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech