ضباط إعلام الداخلية.. في ضيافة الوزير الشمري
27-شباط-2023
عمار البغدادي
كان لقاءً مفعما بالافكار الواقعية والاشارات التفاعلية والتصورات الوطنية الصادقة ولم يكن لقاءا عاديا مثل اللقاءات التي تجري على قاعدة "اسقاط الفرض"!
اكد الوزير على ضابط الاعلام في الوزارة بوصفه العين الباصرة للحدث الأمني والوجه الكاشف لمشهد الوزارة في الأوساط الوطنية وشدد ان يكون الضابط المراة والدليل والمثل الأعلى لبقية المنتسبين وهم يؤدون واجب الدفاع عن الامن الى جانب رجال الأجهزة الأمنية الذين يؤدون واجب الدفاع عن السيادة الوطنية على الحدود .
لم يكن الوزير الذي تحدث الى أبنائه في الوزارة الا العين الباصرة الذي يؤكد على الأولويات ويصر على الواجبات ويعطي الإشارات الدالة على ضبط إيقاع المسألة الأمنية وكيفية تصريفها اجتماعيا في وسائل الإعلام ولا يؤمن بالإعلام التقليدي الذي قد يسيء لرجل الأمن والوزارة اكثر مما يحسن اليها .
أوضح في حواره مع شباب الإعلام على ضرورة ان يتحلى "اعلام الوزارة" بقدر كبير من المصداقية في نقل الصورة الحقيقية لا السطحية الخالية من الرتوش لان الشارع العراقي شارع مثقف ويفهم في الإعلام وفي أبعاد الصورة سواء كانت صادقة او مقولبة ومزيفة كما يفهم الإعلامي في الوزارة لهذا كان على رجل الاعلام العمل بقوانين الرجل الأول المعني بنقل الصورة الواقعية والصادقة للشارع العراقي.. وهي إشارة واضحة ان الوزير يريد بناء الصورة الصادقة لعمل الوزارة في الحياة الاجتماعية والسياسية العراقية.
اكد الوزير الحرص الكبير على نقل نشاطات الأجهزة الأمنية والانتصارات المتحققة في كافة المستويات وهي إشارة واضحة ودعوة أوضح ان يكون ضابط الاعلام في قلب الميدان والحدث والممارسة الأمنية وهذه هي المرة الأولى التي ترد ملاحظات وتأكيدات وزير للداخلية لابنائه ضباط الإعلام في الممارسة الميدانية ودوره في تعزيز مبدأ الواقعية في النظر للظواهر الأمنية والاجتماعية والجرائم وحالات تقصي الكثير من الخروقات التي تحصل في الحياة اليومية.
ما يقصده الوزير بمتابعة الانتصارات المتحققة للأجهزة الأمنية تدوين كافة الإنجازات الأمنية التي تحققها وحدات الداخلية والأجهزة الأمنية التابعة وتلقي بظلالها على استقرار الأوضاع العامة في البلاد وجردة حساب سريعة على سياق المتحقق ستدفع أرقاما لواجهة الإعلام الوطني العام لسياق كبير من الانتصارات الميدانية التي نستطيع القول من خلالها ان زمن التلكؤ في أداء الواجبات الأمنية وتحقيق الانتصار فيها قد ولى وجاء زمن الانتصارات الكبرى.
شدد الوزير على معالجة الظواهر الدخيلة على المجتمع العراقي والظواهر هي كل ما يتصل بالحالات الجرمية وارتكاب الموبقات التي لا صلة لها بواقع المجتمع واحترامه لقيمه الموروثة وكيفية معالجة هذه الظواهر بالأساليب والمدونات والأفكار والمفاهيم والندوات والكتابات وطرق الإرشاد واستخدام قبضة الأمن لإحكام السيطرة على تلك الموبقات من الظواهر الدخيلة .
الوزير الشمري في حواره مع ضباط إعلام وزارة الداخلية يتحدث ويشير ويعلق ويحدد لكنه يضع سقوفا زمنية وتوقيتات واضحة للممارسة الأمنية وطرق المعالجة ولا يتركها سائبة.
أظن ان هذا الأسلوب في تشخيص العلة والذهاب الى مستوى الكشف يستدعي من ضابط الاعلام ان يتعامل بالتدوين ومع التدوين المتصل بمعالجة هذه الظواهر على قاعدة "كشف الدلالة" وهي آلية متبعة في توصيف المعالجات الأمنية ذات الصلة بالجرائم لكنها في مستوى الإعلام الأمني تمثل جانبا مهما في التوصيف الاجتماعي وعلى ضابط الامن ان يكون حاذقا في التوصيف الاجتماعي الذي يقدم كشف دلالة مميز لمستوى الجريمة يتابعها مستوى اكثر تميزا في التعبير عن أسلوب المعالجة بالإعلام.
دعا الوزير الى تحديث الخطط الإعلامية التي تواكب المستجدات والمستحدثات من المسائل الاجتماعية التي يكون الإعلام فيها حاكما نوعيا ومؤشرا مهما في عملية التغيير بالخطاب الامني.
أظن ان ما يقصده الوزير الشمري تحديث الخطاب الإعلامي الذي ينبغي ان يأخذ محورين في التأثير على حركة المجتمع ودخول الظواهر السلبية والمدمرة في حياة المجتمع العراقي.
ان الخطاب الواعي الذي يتفهم المشكلة ويفلسف تصوراته الوطنية إزاء حلها ويخضعها لمقياس المحرمات القانونية والاجتماعية هو المسؤول عن الصيغة المثالية والوصفة القادرة على المواكبة والاستمرار والتحديث.
ان العمل وفق هذا المقياس من الفهم لعمل ضابط إعلام وزارة الداخلية سيوسع من دائرة الأولويات ويؤصل المسؤوليات ويمنح الوزارة مساحة أوسع في العمل كمنهاج تربوي يقف في مواجهة الظاهرة الخطأ ويعرقل سبيل المحرمات ان تتسرب في جسد المجتمع العراقي ويعطي الدولة العراقية صفة الدولة الأم والحاضنة الرؤومة التي تسهر على الأبناء وتقوي شوكة المنظومات الأخلاقية الحاكمة في المجتمع وتدفع الأذى والجريمة عن كاهل الأسرة والفرد وتوقف التدهور الأخلاقي في بنية اجتماعية تحتاج الى الضبط والخطاب الحكيم والوسطية في بناء الشخصية.