قراءة في المفهوم الإجرائي لشومبيتر
2-حزيران-2025

سمعت جوزيف شومبيتر لاول مرة في عام ١٩٨٥ عندما تحدث عنه توم بوتومور في كتابه "علم الاجتماع السياسي" وعن مفهومه الاجرائي للديمقراطية.
ومنه عرفت انه منذ أن قدم شومبيتر رؤيته الشهيرة في كتابه "الرأسمالية، الاشتراكية والديمقراطية" عام 1942، والذي قرأته بعد ذلك باللغتين، طرأ تحول مهم في فهم الديمقراطية، حيث اقترح مقاربة جديدة تتجاوز التصورات المثالية، لتعرّف الديمقراطية بوصفها "إجراءً مؤسساتيًا" يتمثل في آلية تنافسية لتولي المناصب القيادية عبر انتخابات حرة ونزيهة.
هذا التعريف، الذي أصبح حجر الزاوية في ما يُعرف بـ"المفهوم الإجرائي للديمقراطية"، لا يُقصي القيم الليبرالية المصاحبة لها، وإنما يركز على أدوات تطبيقها. فالديمقراطية في نظر شومبيتر ليست بالضرورة نظامًا يقوم على إرادة "الشعب" ككل، بل هي إطار يتيح للشعب اختيار من يحكمه ضمن شروط محددة.
لكن من الخطأ فهم هذا الطرح بمعزل عن القيم المصاحبة للديمقراطية وبقية القيم العليا الحافة بالمركب الحضاري وعناصره الخمسة. فلكي تعمل آلية الانتخابات بشكل فعّال وتعبّر عن الإرادة الحرة، لا بد من وجود بيئة تضمن:
١. حرية الرأي والتعبير، بحيث يتمكن المواطن من الوصول إلى المعلومات واختيار قناعاته السياسية.
٢. حرية الاعتقاد، التي تُعطي للفرد استقلالية ضميرية تتيح له اتخاذ قراراته بعيدًا عن الإكراه.
٣. تعددية حزبية، تضمن تمثيل تنوع المصالح والأفكار داخل المجتمع.
٤. سيادة القانون واستقلال القضاء، لحماية الحقوق والحد من تعسف السلطة
٥. المواطنة المتساوية وحقوق الإنسان، كأساس للمشاركة السياسية.
أي أن الديمقراطية كآلية لا يمكن أن تعمل في فراغ قيمي. فغياب هذه المبادئ يحوّل الانتخابات إلى مجرد إجراءات شكلية، تفتقد لمحتواها التعددي والحر.
إن فهم شومبيتر للديمقراطية باعتبارها آلية لا يلغي البعد القيمي، بل يعيد ترتيب الأولويات: فبدلاً من الانشغال بنقاشات نظرية حول "إرادة الشعب" أو "الخير العام"، يؤسس الديمقراطية على قواعد واقعية، يمكن اختبارها وقياسها.
بالتالي، فإن المفهوم الإجرائي لا يُقصي المبادئ الحضارية و الليبرالية، بل يُفترض به أن يتكامل معها. إن نجاح الديمقراطية لا يتوقف على مجرد وجود انتخابات، بل على تحقق البيئة التي تجعل من الانتخابات أداة للتعبير الحر، وليس واجهة شكلية لأنظمة سلطوية.
في هذا السياق، يصبح تطوير الديمقراطية في مجتمعاتنا لا مرهونًا فقط بتكرار الانتخابات، بل بترسيخ ثقافة الحرية، وتعزيز بنية الدولة القانونية، وتفعيل قيم التعددية والشفافية والمواطنة.
وعلى هذا الاساس اعتبرت الديمقراطية الركيزة الثانية بعد المواطنة للدولة الحضارية الحديثة.

أحزاب السلطة تحاول إنقاذ حظوظها الانتخابية بـ«واحد بغداد»
4-حزيران-2025
النقل تشرع رسميا بتفعيل نظام «TIR»
4-حزيران-2025
العراق يحتاج لـ 2.500.000 وحدة سكنية
4-حزيران-2025
تحذير من ارتفاع «كارثي» من نفقات الحكومة على الرواتب
4-حزيران-2025
تقرير أمريكي يتهم فصائل عراقية بتحقيق «أرباح احتيالية»
4-حزيران-2025
أحزاب السلطة تحاول إنقاذ حظوظها الانتخابية بـ«واحد بغداد»
4-حزيران-2025
زراعة البصرة تحدد فوائد زراعة نبات العصفر
4-حزيران-2025
النقل تعلن عن إنجاز 12 خطا سككيا وتشغيل مسارات توقفت لعقود
4-حزيران-2025
نفوط خفيفة وغاز.. النفط توضح أهمية توقيع عقد بئر «كفري أ» الاستكشافية
4-حزيران-2025
أسود الرافدين يؤكدون جاهزيتهم لمواجهة الشمشون ويطالبون مؤازرة الجماهير
4-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech