علاء الطائي
الواقع العراقي اليوم يعكس أزمة عميقة في صناعة القرار المستقل نحن لا نملك قرارًا وطنيًا يحمي مصالحنا بعيدًا عن الإملاءات الخارجية أو الإقليمية هذا الوضع يضعنا أمام تحديات كبيرة خاصة في ظل التشرذم الذي تعيشه الأسرة الوطنية، والذي يمكن وصفه بـ "أجساد متفرقة"
عصارة أكثر من عقدين ونصف من الصراعات أنتجت لنا حالة من التشظي والتحسس والمزاجية وعدم قبول الآخر داخل الأسرة العراقية الواحدة هذه الحالة تجعلنا عاجزين عن تغيير القناعات أو بناء توافق وطني في وقت يضيق علينا الخناق من كل الجهات
في ظل هذه الظروف لا بد أن نناقش الممكنات حتى لو كانت مؤلمة أو مثيرة للجدل الحديث عن الإقليم الشيعي، على سبيل المثال ليس ترويجًا لفكرة التقسيم بل محاولة لاستباق المخاطر التي قد تفرضها علينا الظروف نحن بحاجة إلى تفكير استراتيجي يضع كل الخيارات على الطاولة، دون أن نغلق الباب أمام أي احتمال أحد الممكنات التي يمكن طرحها هو تشكيل لوبي شيعي داخل حدود العراق هذا اللوبي يمكن أن يكون أداة ضغط وتفاوض تعزز من موقع العراق في المعادلات الإقليمية والدولية لماذا لا نعمل على بناء تحالفات استراتيجية تعطي العراق قوة تفاوضية أكبر؟ شكليًا، قد يبدو أن مقاليد الأمور بيد "أم الولد" والحاكمية "شيعية" لكن الواقع يقول إننا بعيدون كل البعد عن صناعة القرار الفعلي القوة الشكلية لا تكفي في عالم يعتمد على الملفات الضاغطة والقدرات التفاوضية نحن بحاجة إلى تحويل هذه القوة الشكلية إلى قوة فعلية من خلال بناء تحالفات واستراتيجيات واضحة
ندعو الجميع إلى التفكير داخل الممكنات لا يمكن أن نبقى أسرى للشعارات أو الأحلام التي لا تتحقق الواقع يفرض علينا أن نبحث عن حلول عملية حتى لو كانت مؤقتة أو جزئية المهم أن نحمي العراق من الفوضى والتشظي هذا المقترح ليس نهائيًا بل هو فكرة قابلة للنقاش ويمكن أن تكون مقدمة لإعادة هيكلة النظام السياسي في العراق ندعو الجميع إلى التفكير فيه بروح وطنية بعيدًا عن الانفعالات.