بغداد – العالم
أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية إن إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق تأتي بعد تحسن الأوضاع الأمنية، فيما أشارت إلى ان الأحداث الأخيرة بالمنطقة لن تؤثر على هذا الانسحاب.
وقال عضو اللجنة النائب علاوي البنداوي في تصريحات تابعتها "العالم"، انه "قريباً جداً سيتم الإعلان عن انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، كما ان مهمة التفاوض الحاصلة هي لانهاء مهمة هذا التحالف والامر الاخر اخراج ما تبقى من قوات اجنبية من الأراضي العراقية كافة".
وبين البنداوي ان "انهاء مهمة التحالف الدولي في العراق تأتي بعد تحسن الأوضاع الأمنية والسيطرة العسكرية الكاملة للقوات العراقية، لافتا إلى أن التطورات الأخيرة الحاصل في المنطقة، لن تؤثر على هذا الانسحاب، خاصة في ظل وجود إصرار عراقي حكومي وسياسي على الإسراع بحسم هذا الملف، لضمان استقرار العراق".
واشاد النائب عن تحالف الفتح مختار الموسوي بإصرار وجدية الحكومة في حسم ملف اخراج القوات الأجنبية من العراق.
وقال الموسوي في تصريحات تابعتها "العالم"، إن "الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني جادة وعازمة على انهاء ملف اخراج القوات الأجنبية من جميع الاراضي العراقية بأسرع وقت ولهذا هي تحاور وتفاوض الجانب الامريكي بوتيرة عالية جداً".
وأضاف انه "بكل تأكيد الجانب الامريكي يسعى إلى المماطلة والتسويف، لكن مقابل ذلك هناك أرادة حكومية عراقية لحسم الملف مدعومة سياسيا وشعبيا، ولا يمكن القبول باي شكل من الأشكال ببقاء اي قوة اجنبية تحت اي مسمى كان".
وبالرغم من إعلان ان انهاء مهمة التحالف الدولي في العراق أحد اهم محاور زيارة السوداني الى واشنطن والتي جرت منتصف نيسان الماضي، الا ان الجزء الأكبر من الأحاديث والنقاشات ومذكرات التفاهم الموقعة ركزت على إيجاد او انتقال العلاقة من الجانب الامني الى جوانب تنموية اخرى، ولم تتضمن انهاء التعاون الأمني بالكامل، فيما تنفي التصريحات الامريكية أي حديث او نية للانسحاب التام من العراق. وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد اكد في وقت سابق أن الاعلان عن موعد انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق سيكون قريباً، فيما أشار الى أن العراق تحول من مرحلة الحروب إلى مرحلة الاستقرار. مضيفا "سنعلن موعد مهمة التحالف الدولي في العراق خلال المشاركة بالمؤتمر الدولي ضد داعش"، مبينا ان "انهاء مهمة التحالف الدولي في العراق جزء من البرنامج الحكومي".
واوضح، ان "مبررات وجود التحالف الدولي انتهت وليس هناك حاجة لوجود 86 دولة"، منوها بأنه "وفق الرؤية والتقييم بدأنا حواراً صريحاً مع التحالف الدولي تخللته مناقشات كثيرة".
وتابع، ان "العراق يحترم خيارات الشعب الامريكي ويتعامل مع اي ادارة تحظى بالثقة من الشعب الامريكي والمهم بالنسبة للعراق هو تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية الثنائية وبناء علاقة مبنية على المبادئ المكتوبة في تلك الاتفاقية".
وأضاف: "ناقشت مع الرئيس الاميركي في واشنطن ملف التحالف الدولي وشكلنا لجنة ثنائية في شهر آب من العام الماضي بين القادة العسكريين للبدء بالحوار"، لافتا الى ان "اللجنة وصلت الى تفاهمات حول ترتيب انسحاب التحالف الدولي، وكان من المؤمل ان تعرض النتائج والاعلان عنها، الا ان مسألة الحرص على عدم خلط الاوراق واحداث سوء فهم تقرر تأجيل الاعلان من خلال المشاركة بمؤتمر دولي للتحالف ضد داعش".
واشار، الى ان "فهم العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وايران كانت داعمة للعملية السياسية وداعمة في هزيمة داعش".
وتابع ان "العراق الدولة الوحيدة التي لديها علاقات ثنائية متميزة مع إيران والولايات المتحدة، ومن خلال تلك العلاقة نريد ونسعى إلى تقريب وجهات النظر بين البلدين".
وبين: "لا نريد تصرفات الدول الأخرى أن تربك الوضع الأمني في العراق والمنطقة، هذه استراتيجيتنا في التعامل".
واردف، ان "العراق اليوم ليس كما كان في العام 2014، حيث انتصرنا على داعش بفعل التضحيات ووقفة الشعب العراقي، فضلا عن الدعم من المجتمع الدولي والاصدقاء، وداعش لا تمثل تهديداً للدولة، وتحول العراق من مرحلة الحروب الى الاستقرار، اذ ان وجود داعش كأفراد يختبؤون في الكهوف والصحارى لا يرتقي لمستوى تهديد الاستقرار والأمن".
ونوه الى ان "انتهاء مهمة التحالف الدولي لا يعني انهاء علاقته مع العراق"، مؤكداً "خوض محادثات مع دول التحالف الدولي لبناء علاقات أمنية مستدامة وروابط اقتصادية وثقافية".