6 عائلات تهاجر شهريا.. ماذا تبقى من مسيحيي العراق؟
21-كانون الأول-2022
بغداد ـ العالم
كشف مسؤول مسيحي عراقي، أمس الأربعاء، عن عدد مسيحيي البلاد الذين هاجروها وعدد من تبقى منهم مشيراً الى بدء هجرة جديدة لهم حيث يغادرها الى الخارج 6 عائلات شهرياً.
ومع استعداد مسيحيي البلاد للاحتفال بأعيادهم الدينية الاسبوع المقبل فقد أعلن مدير شؤون المسيحيين بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان العراق خالد جمال البرت أن مليوناً و300 ألف مسيحي يشكلون 70% من عدد المسيحيين، تركوا العراق منذ عام 2003.
وأكد ان نصف المسيحيين الذين قدموا إلى الاقليم بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة في العراق وخاصة محافظة نينوى الشمالية مهد هذا المكون عام 2014 وبلغ عددهم 138 ألفاً هاجروا إلى خارج البلاد.
وأضاف المسؤول المسيحي، إن "مليوناً و800 ألف مسيحي كانوا يعيشون في العراق وفق إحصاءات ما قبل عام 2003 لكن بقي منهم حالياً وفق كنائسنا نحو 500 ألف شخص أي غادر مليون و300 ألف شخص العراق".
70% من مسيحيي العراق غادروه
وأوضح البرت انه بحسب بيانات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان يشكل المسيحيون الذين هاجروا العراق نسبة 70% من مجموع المسيحيين في البلاد.
وأشار الى أن "138 ألف مسيحي نزحوا إلى محافظات إلاقليم في حزيران يونيو عام 2014 وحده وذلك عندما بدأ تنظيم داعش هجماته على محافظة نينوى وأحتل عاصمتها الموصل هاجر 70 ألفاً منهم إلى خارج العراق وعاد نصف المتبقي منهم إلى ديارهم في الداخل وبقي 30 ألفاً في إلاقليم .
موجة جديدة من الهجرة
وعن عدد المسيحيين في إقليم كردستان لفت المسؤول المسيحي إلى أن "هناك 300 ألف مسيحي في إلاقليم وسهل نينوى".. مشيراً إلى بدء موجة جديدة لهجرة المسيحيين من العراق والاقليم .
وأوضح أن نحو 6 عائلات تغادر مناطقها شهرياً الى الخارج "ليس من النازحين وأهالي سهل نينوى فحسب إنما أيضاً من سكان المنطقة الأصلاء".
وبين المدير العام لشؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان انه "بعد أحدث عام 2006 "التي شهدت عنفا طائفيا واستهدافا متطرفا لمسيحيي العراق" والفترة التي أعقبتها وفد 250 ألف مسيحي من بغداد والمناطق الأخرى إلى الاقليم نصفهم هاجر إلى الخارج".
الديانة الثانية في العراق
وكان البابا فرنسيس قد أكد خلال زيارته الى العراق وإقليم كردستان في آذار/ مارس عام 2021 أن "وجود المسيحيين العريق في هذه الأرض وإسهامهم في حياة البلد يشكل إرثاً غنياً".
وأضاف أن "مشاركتهم في الحياة العامة كمواطنين يتمتعون بصورة كاملة بالحقوق والحريات والمسؤوليات ستشهد على أن التعددية الدينية والعرقية والثقافية السليمة يمكن أن تسهم في ازدهار البلد وانسجامه".
يشار الى أن المسيحية هي ثاني أكبر الديانات في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام وهي ديانة مُعترَف بها حسب الدستور العراقي ويتوزع أبناؤها على عدة طوائف ويتحدث نسبة منهم اللغة العربية لغةً أمًّا في حين أن نسبةً منهم تتحدث اللغة السريانية بلهجاتها العديدة واللغة الأرمنية.
يُعتبر مسيحيو العراق من أقدم المجتمعات المسيحية المستمرة في العالم، والغالبية العظمى منهم هم من الآشوريين الأصليين الناطقين باللغات الآرامية الشرقية وهناك أيضاً مجموعة صغيرة من الأرمن والتركمان والأكراد والعرب المسيحيين.
ويعيش المسيحيون في المقام الأول في بغداد والبصرة وأربيل ودهوك وزاخو وكركوك وفي البلدات والمناطق الآشورية مثل سهل نينوى في الشمال.
وسياسياً فأن لدى مسيحيي العراق قانون أحوال شخصية خاص بهم، وتعتبر السريانية لغة رسمية في المناطق التي يشكلون فيها أغلبية في شمال العراق. كما يوجد عدد من الأحزاب السياسية المسيحية ويمثل المسيحيين العراقيين في البرلمان العراقي.