«التراث في المسرح الإماراتي تجليات التوظيف ومظاهر الاستلهام»
21-شباط-2023
دبي ـ العالم
عن هيئة التراث في الشارقة، صدر للكاتب والصحافي العراقي ظافر جلود كتابه «التراث في المسرح الإماراتي تجليات التوظيف ومظاهر الاستلهام» وهو، كما جاء في التقديم، «دراسة وقراءة نقدية سوسيولوجيا متعددة للعروض المسرحية التي وظفت التراث بالمسرح الإماراتي تأليفاً وإخراجاً بالنقد والتحليل منذ انطلاقته أواخر خمسينيات القرن الماضي وللآن. وهو بالتالي رصد تجربة عميقة واندماج معرفي ثقافي شهده المسرح الإماراتي بدءاً من الساحات العامة التي شهدت عروضاً مسرحية شعبية مأخوذة من قصص فلكلورية عربية، وفي بعضها ممن حكايات ألف ليلة وليلة، حتى تعميق التجربة والوعي نحو تأسيس الفرق المسرحية التي اتخذت من المسارح التقليدية مكاناً لتقديم عروضها للجمهور.
الكتاب يتضمن كذلك متابعات العروض التي قدمت لرواد ومحدثين في المهرجانات المسرحية المحلية من خلال رؤيا تحليلية لعمق التجربة بدءاً من التمارين حتى العرض مع الجمهور، فقد ارتبط تاريخ المسرح الإماراتي بالتراث عبر خمسون عاما ماضية على وجه التقريب، وتعود إلى ما قبل سبعينات القرن الماضي بقليل، وهذا ما يدعو الباحثين والمهتمين بالشأن المسرحي إلى الدخول في بدايات المسرح الإماراتي، وهي بلا شك بدايات صعبة، وشأن الإمارات في هذا شأن معظم دول الخليج العربي التي عرفت المسرح في وقت متأخر من علاقتها مع الفن عموما والتي جاءت فعليا عقب اكتشاف النفط.
وقد عرفت دول الخليج التي تتشابه بنمط حياتها وبداياتها بمجتمعات محافظة قبل النفط وبعده، بل ربما استفادت دول الخليج من دخول النفط في العملية الاقتصادية كي تحسن من المستوى الحياتي للمواطنين، ومن ثم حدثت بعض الانفراجات، وصارت هناك حركة لمجتمع فيه مواصفات حداثية حضارية مدنية كولادة المسرح ودور السينما والجمعيات الفنية والأدبية والملتقيات الثقافية.
لذلك ارتبطت إشكالية تأصيل الخطاب المسرحي العربي في أذهان كثير من المسرحيين العرب بالتراث منذ القدم وربما منذ الولادة عند مارون النقاش، وكان طبيعياً أن تبرز لديهم ثنائية الأصالة والمعاصرة بوصفهما تحققان وحدة تأصيل عضوية تعبر عن الرؤية المعاصرة للتراث التي تفرض علينا أن نتعامل معه كمواقف وحركة مستمرة من شأنها أن تساهم في تطوير التاريخ وتغييره نحو القيم الإنسانية المثلى، لا أن تقتصر نظرتنا للتراث على أنه مادة خام تنتمي إلى الماضي الذي انتهت وظيفته.
وبطبيعة الحال كانت تبرز في اللقاءات الشعرية التي تقام في الدواوين أو في الصحراء عناصر درامية مما يجعلها لقاءات عفوية تراثية، أو بعبارة أخرى ذات ملامح مسرحية تراثية حكائيه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كون الشعر الذي كان يقال في تلك اللقاءات نبطياً وهو شعر تراثي محكي في المجتمعات العربية عموما "الخليجي" خصوصا ، أي ينتمي إلى البيئة التراثية التي عرفتها الإمارات ، وحتى الآن في المناسبات الشعرية التي لا تزال تعرف كتقليد في المجتمعات الخليجية وتثير الكثير من القضايا ذات الصلة بقصص الحب والموت والحياة والحرب، وما إلى ذلك، ما يجعل هذه الجلسات طقسا مسرحيا تراثيا في المشهد الثقافي الخليجي.
ولأن المسرح شكل من أشكال التعبير وأداة من أدوات التواصل الثقافي بين أبناء الجنس البشري، فقد برزت الحاجة إلى ضرورة أن يأخذ المسرح دوره على الساحة العربية بعيدا عن هيمنة الشكل الأوروبي للمسرح، ذلك أن هـيمنة شكل المسرح الواحد وعملية النقل الحرفية دون دراسة وتمثل واستيعاب، تجعل من المسرح أداة نقل حرفي ، بل أن خطورة نقل هذا الشكل والإذعان له من شأنها أن تقتل الظواهر الجانبية وتعرقل نشأة مسرح عربي مستمد من الموروث الشعبي والتاريخي، وهذا يتضح من أن الجيل السابق من المثقفين العرب وأجانب أحيانا أنكر كل تراث مسرحي بأي شكل كان، وأخذوا عن الأوروبي مفهومهم عن المسرح كقاعدة مسلـم بها وانطلقوا منها في أعمالهم، فأخفقوا في الوصول إلى ما يمكن أن نسميه مسرحاً عربياً .
لقد تغيرت الكثير من الملامح مع ولادة دولة الاتحاد في الإمارات مطلع سبعينات القرن الماضي، فقد حدث تحول جذري بالبنية الاجتماعية في الإمارات أفضى إلى تعميق دور المسرح الذي بدأت إسهاماته في وقت مبكر، ربما في منتصف خمسينات القرن الماضي، ولكن دخول دماء جديدة وقيام المرأة بالدخول في هذه اللعبة الفنية الدرامية جعل وجود تنوع درامي في العملية المسرحية الإماراتية ممكنا، فيما نلفت هنا النظر إلى أن المرأة الإماراتية لم يكن متاحا لها أن تمثل على خشبة المسرح.
لقد انطلق الكاتب المسرحي الإماراتي في توظيفه للتراث في نصوصه المسرحية من قضايا وهموم الإنسان العربي عموما، وأسس علاقته الجوهرية مع المكان، بشرط أن يكون هناك حرفية في الكتابة لهذا النوع من المسرح الذي يعاني من شبه غياب النصوص فيه. ويبدو أن الحل هو إيجاد توازن بين ما يقدم من عروض مسرحية، إيجاد تنوع لأن الموروث طغى على مواضيع المسرح وصار يقدم بطرق غير ناضجة. لكن في نصوص الشيخ الدكتور سلطان القاسمي شكل المكان قيمة تاريخية في الوجدان العربي، بينما، أسس إسماعيل عبد الله القيم العقلية والعاطفية والجمالية في مسرحة، كما في مسرحية (حرب النعل) انطلاقا من بيئة البحر والصحراء التي بقيت حاضرة التأثير في تكوين شخصية وثقافة الإنسان الخليجي.
وهنا لابد أن نلفت الى أن الحركة المسرحية الإماراتية ولدت دون وجود كتاب اختصاصيين بهذا المجال، بل هي محاولات أخذت من الرحالة والرواة الشفهين، بحيث كانت معظم الأفكار تقوم على محاكاة قضايا تراثية، وكان ثمة مجال من قبل المجموعة التمثيلية الاجتهاد فيها والدخول في تفاصيلها لما يمكن أن نسميه الارتجال بالشكل العام له والكتابة الجماعية. فنجد ان المؤلف قد تناول أسماء وعروض لحاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، ورواد مهمين مثل عبد الله المناعي، وناجي الحاي، وحسن رجب، ومرعي الحليان، وإسماعيل عبد الله، وجمال مطر، والراحل سالم الحتاوي وعبد الله صالح، وصالح كرامة، وباسمة يونس، وهي أسماء «وضعت المسرح الإماراتي في المقدمة مع التجارب المسرحية العربية وحصدت من ذلك الجوائز القيمة.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech