بغداد ـ العالم
يعلن فيلم “القناني المسحورة” للرسوم المتحركة عن بداية جديدة لهذا النوع من الأعمال بعد أكثر من أربعة عقود على غيابها.
ويسجل المشهد الفني العراقي عودة لافتة لصناعة الرسوم المتحركة بعد انقطاع تجاوز 4 عقود، وذلك مع اقتراب عرض فيلم “القناني المسحورة”.
ويعد هذا العمل -الذي استغرق إنجازه نحو 6 سنوات- أكثر من مجرد فيلم جديد، إذ يمثل أول فيلم كرتوني طويل ينجز بجهود عراقية خالصة منذ عام 1982، في خطوة تعيد الحياة إلى أحد الفنون التي غابت طويلا عن الساحة العراقية.
الفيلم، الذي مدته 70 دقيقة، من تأليف مصطفى شريف، ومن إخراج وكتابة أنس الموسوي، ويعد إنجازا استثنائيا نظرا لميزانيته المحدودة للغاية مقارنة بالتكلفة الضخمة المعتادة لإنتاج هذا النوع من الأفلام عالميا.
وأكد المخرج أنس الموسوي أن “القناني المسحورة” يمثل تجربته الناجحة الثالثة بعد محاولتين سابقتين لم تكللا بالنجاح في صناعة أفلام رسوم متحركة طويلة. وأشار الموسوي إلى أن العمل يعد أول فيلم “أنيميشن” عراقي بالكامل، من حيث الصناعة والإنتاج، منذ فيلم “الأميرة والنهر” للمخرج الراحل فيصل الياسري عام 1982، الذي كانت صناعته قد تمت في ألمانيا الشرقية حينها.
وعن الصعوبات، كشف الموسوي عن أن التحديات الإنتاجية كانت الأقسى، خاصة أن الفيلم أنتج بكلفة مادية “لا تُقارن بالتكلفة المتوقعة لمثل هذه الأعمال”.
وقد أنقذ المشروع وحصل على الدعم بفضل جهود مشتركة، إذ ساهمت نقابة الفنانين العراقيين في الإنتاج مناصفة مع فريق العمل في استوديو البوابة الذهبية للإنتاج الفني، إضافة إلى دعم من شركات أخرى مثل “ناميديا” و”نور الحكمة للإنتاج الفني” و”3 دايمنشن”.
كما أكد المخرج أن الفيلم “محلي بجميع مفرداته”، إذ سعى إلى محاكاة التراث والمزاج والثقافة العراقية الأصيلة بواسطة رسوماته ومعالجته الإخراجية.
وشدد الموسوي على أن الفيلم يحمل رسائل تربوية وتوعوية مهمة، قائلا: “حرصنا على تنمية روح الإيثار والتضحية والقيم الإيجابية لدى الطفل العراقي”. من جانبه، أشار علي البياتي، مدير شركة “ناميديا” المساهمة في الإنتاج، إلى أن مدّة الـ6 سنوات التي استغرقها الإنجاز كانت نتيجة مباشرة لمحدودية الأجهزة والمعدات والاعتمادات المالية، وهو ما حال دون اختصار مدّة العمل، معربا عن ثقته بأن الفيلم مؤهل للعرض في المحافل الدولية، كونه “يمثل محتوى عراقيا أصيلا” من شأنه أن يقدم “مادة جديدة لكثير من الشعوب والدول”. ويستهدف الفيلم الطفل العراقي في الفئة العمرية بين 8 و15 عاما، وهو مناسب أيضا للعائلة العراقية.
ولم يتم بعد تحديد موعد عرض الفيلم للجمهور العراقي، إذ تجرى حاليا الخطط التسويقية. 
ويعلق صناع العمل آمالا كبيرة على نجاح “القناني المسحورة”، مؤكدين أن صداه سيكون حافزا لإنتاج أعمال أخرى، وخطوة مشجعة لشركات الإنتاج الأخرى للمغامرة في صناعة أفلام “الأنيميشن” الروائية الطويلة.
وفي هذا الصدد، عبر البياتي عن طموح صناع الفيلم بإنشاء سلسلة أفلام في المستقبل، مشيراً إلى أن نجاح هذا العمل سيفتح الباب أمام جزء ثانٍ أو فيلم جديد بقصة مختلفة كليا، وأن جميع الخطط المستقبلية ستحسم خلال العامين المقبلين.