أول دليل شامل لأفلام كوردستان العراق الروائية الطويلة 1991 - 2015م
10-حزيران-2023
عدنان حسين أحمد
صدر عن مطبعة "العدالة" ببغداد كتاب "أفلام كوردية" للمؤرخ السينمائي مهدي عبّاس رصد فيه أفلام كوردستان العراق الروائية الطويلة منذ عام 1991 وحتى 2015م التي اشتملت على 78 فيلمًا تبدأ بـ "نرجس، عروس كوردستان" للمخرج جعفر علي وتنتهي بفيلم "مايكل" للمخرج كوردو دوسكي. ومع أنّ السينما في كوردستان العراق لا تبدأ بفيلم "نرجس" المُشار إليه سلفًا إلاّ أن مهدي عبّاس سوف يُصحح هذه المعلومة بعد مضيّ ثماني سنوات ويُثبّت البداية الصحيحة في دليل نشره في العدد 12 من مجلة "السينمائي" التي تصدر في بغداد وأوضح فيه أنّ فيلم "النفق" للمخرج مهدي أوميد الذي أُنتج سنة 1990م هو أول فيلم روائي طويل في كوردستان العراق وبتعاون روسي وأرميني. وقد وصل عدد الأفلام الروائية الكوردية في كوردستان العراق إلى 107أفلام تنتهي بفيلم "الليل" سنة 2023م للمخرج ديلوفان زاندي. يتصمّن الكتاب الذي يقع في 92 صفحة من الحجم المتوسط توطئة يوضّح فيها "قصة هذا الكتاب"، و "تمهيدًا" للسينما الكوردية وأشهر مخرجيها، ثم يتوقف عند الأفلام الروائية الكوردية الطويلة مُعززًا كل فيلم بمعلومات وافية عن جهة إنتاج الفيلم وتاريخه، ومدته الزمنية، ونوعه، ومؤلف السيناريو، وكاتب القصة والحوار، والمُونتاج، والتصوير، والموسيقى، والبطولة، وملخّص موضوع الفيلم، ونبذة مختصرة عن سيرة المخرج الذاتية والإبداعية.
يسرد مهدي عبّاس "قصة كتابه" بطريقة واقعية صادمة تقشعر لها الأبدان من دون أن يتعمّد ذلك، فهو سارد أولاً وأخيرًا، لهذه القصة المؤلمة التي تُشعِر المتلقي بأنّ الثقافة لا تأتي في سلّم أولويات المؤسسات الثقافية التابعة للدولة. ففي أوائل عام 2014م اتصل الناقد المصري سمير فريد "طابَ مثوىً" بمهدي عبّاس وأحاطه علمًا بنيّة القائمين على "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" بتكريم السينما الكوردية، وعرض بعض أفلامها ، واستضافة باقة من مُخرجيها ونجومها، وخيّرة بين إعادة طبع كتابه الموسوم "قضية شعب، جولة مع السينما الكوردية" أو إصدار كتاب جديد يعزز هذا الحدث الفني الكبير. واتفق معه على إصدار أول دليل شامل للفيلم الروائي الكوردي العراقي الطويل بواقع 3000 نسخة تُوزَّع في المهرجان، لكن "الرياح تجري بما لا تشتهي السفن" حيث سَيطر تنظيم داعش الإرهابي على أجزاء كبيرة من العراق فاعتذر الوفد الكوردي عن المشاركة في المهرجان، كما اعتذر سمير فريد عن طبع هذا الكتاب بسبب إلغاء فعالية التكريم. وسوف تتنقّل مخطوطة هذا الكتاب من وزير الثقافة إلى دار الشؤون الثقافية، ومنها إلى دار النشر والثقافة الكوردية التي صمّمت الكتاب بدورها لكنها تذرّعت بعدم وجود التخصيصات المادية. وبعد سنتين من الوعود المتذبذبة والانتظار الطويل قرّر مهدي عبّاس أن يطبع الكتاب على نفقته الخاصة بعد أن أضاف للدليل سنتين أخريين ليغطي المدة من 1991 إلى 2015م، وسوف يمدّها لاحقًا إلى العام 2023م.
يقترن ظهور أول فيلم روائي كوردي عراقي طويل وهو "النفق" لمهدي أوميد بالعام 1990م إلاّ أن السينما الكوردية حققت إنجازات كبيرة خلال وقت قصير وحلّت ضيفة مرموقة على كُبريات المهرجانات العالمية مثل "كان" و "برلين" و "سان سباستيان" وغيرها. ففي العام 2005م حضر المخرج هونر سليم مهرجان "كان" من خلال فيلمه "الكيلو متر صفر"، وتبعهُ المخرج الكوردي الإيراني شهرام عليدي سنة 2009م الذي اشترك بفيلمه ذائع الصيت "همس مع الريح" وهو من إنتاج كوردستان العراق ولهذا يُعد الفيلم عراقيًا. وفي عام 2013م عاد هونر سليم بفيلمه الجميل "بلادي الحلوة ، بلادي الحادة " My sweet pepper land إلى المهرجان ذاته. وينوّه المؤلف إلى حضور فيلم "زهرة النرجس" للمُخرجَين مسعود عارف وحسين حسن إلى مهرجان برلين السينمائي الدولي سنة 2006م وحصل على جائزة السلام. وظلت السينما الكوردية العراقية تمثل العراق في جوائز الأوسكار. ففي عام 2013م مثّل فيلم "شمعة شمعتان" لجانو روژبياني العراق، وتبعهُ فيلم "مردان" لبيتين قوبادي سنة 2014م، و"ذكريات على الحجر" للمخرج شوكت أمين گورگي سنة 2015م.
الومضة المُدهشة في ليلٍ حالِك
يشير مهدي عباس إلى اهتمام حكومة الإقليم بالفن السابع ففيه ثلاث مديريات للسينما في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك تُنتج أفلامًا روائية ووثائقية وقصيرة، وتنظم المهرجانات بينما لا تلقى السينما بأي اهتمام في العاصمة وبقية المحافظات العراقية باستثناء عام 2013م عندما أُختيرت بغداد عاصمة للثقافة العربية ورُصد لها 20 مليار دينار عراقي " أي أكثر من 15 مليون دولار أمريكي" وتمّ إنتاج 37 فيلمًا من بينها 17 فيلمًا روائيًا طويلاً، وكانت أشبه بالفرحة بالومضة المُدهشة التي لم تتكرر بعد ذلك التاريخ بينما أنتج إقليم كوردستان 107 أفلام روائية طويلة حتى الآن ومئات الأفلام القصيرة بعضها إنتاج محلي صرف، وبعضها الآخر بالاشتراك مع أوروپا وأمريكا وإيران وتركيا.
يخلص مهدي عباس إلى أنّ الثيمات المهيمنة على الأفلام الكوردية العراقية هي ثيمة النضال الطويل الذي خاضه الشعب الكوردي من أجل تحقيق الحكم الذاتي والانضواء تحت حكومة فيدرالية، والتركيز على مجزرة حلبجة التي تعرضت للهجوم بالأسلحة الكيمياوية في ثمانينات القرن الماضي. كما تناولت الظواهر الاجتماعية، والقبلية، ومشاكل المرأة الكوردية، وذهبت أبعد من ذلك حينما قرر السينمائيون في السليمانية تنظيم مهرجان سنوي عن "العنف ضد المرأة".
وينوّه مهدي عباس بأنّ من أثارَ اهتمام العالم بالسينما الكوردية هم السينمائيون الكورد في تركيا وعلى رأسهم المخرج الكوردي التركي يِلماز جُونَي صاحب فيلم "الطريق" 1982م، ثم الكوردي الإيراني بهمن قبادي في مجمل أفلامه ثم يأتي المخرجون الكورد العراقيون وأبرزهم هونر سليم، وجانو روژبياني، وجليل زنگنة، وحسن علي، ومسعود عارف، وشوكت أمين گورگي، وحسين حسن وآخرين فاقت شهرتهم المخرجين العراقيين العرب.
وعلى وفق ما جاء في (الدليل الشامل) قبل التعديل يستهل مهدي عباس حديثه باقتضاب عن فيلم "نرجس عروس كوردستان" 1991م للمخرج جعفر علي ونعرف أن الفيلم يروي قصة حُب مستوحاة من الأسطورة الشعبية الكوردية "مِم وزين" حيث تقع "زين"، شقيقة حاكم بوتان في حُب "مِم"، أحد عمّال الأمير، وتنتهي القصة بموت العشيقين في إمارة بوتان التي تقع في جنوب شرق الأناضول. وهذا أول فيلم يوظف الحكاية الأسطورية في السينما الكوردية العراقية. وسوف تتبعها أساطير وحكايات شعبية أخرى مثل "فرهاد وشيرين"، و "بنت التبّان" التي تُحاكي أسطورة "بنت المعيدي" الذائعة الصيت أيضًا. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها مهدي عباس في التوثيق لهذه الأفلام الروائية إلاّ أن بعض المعلومات الصغيرة كانت تفوته مثل مكان ولادة صانع الفيلم فلا يكفي أن يقول المؤرخ بأن جعفر علي من مواليد العراق طالما أن مكان ولادته معروف وهو بغداد وهذا الأمر ينسحب على عدد من المخرجين الكورد الذين ترِد أمكنة ولادتهم في إقليم كوردستان، ولو بحث الأستاذ مهدي عباس قليلاً لعرف في أية مدينة أو بلدة أو قرية وُلد هذا المخرج أو ذاك. كما يشير الباحث إلى الأفلام الثلاثة السابقة التي أنجزها جعفر علي وهي "الجابي" 1968م، و "المُنعطَف" 1975م، و "سنوات العمر" 1976م. وجدير ذكره بأنّ جعفر علي هو ممثل ومخرج مسرحي ومترجم درس اللغة الإنگليزية في جامعة بغداد، ودرس السينما في جامعة "آيوا" الأمريكية، وقد وثّق عدي فاضل خليل حياته الشخصية والإبداعية بفيلم يحمل عنوان "عرّاب السينما العراقية".

مهدي أوميد . . رائد السينما الكوردية
يختار المؤرخ مهدي عبّاس فيلمين روائيين للمخرج السينمائي والمسرحي مهدي أوميد وهما "طارد الجن"، و "ليلة السنوات العديدة" وسوف يتدارك الأمر في العدد 12 من مجلة السينمائي ليتحدث عن "النفق" وهو أو فيلم روائي طويل في كوردستان العراق بدأ بتصويره سنة 1988م ووضع اللمسات الأخيرة عليه سنة 1990م، وتدور قصته حول "مجموعة من الكورد يعيشون داخل نفق هربًا من القمع والقصف، ويقرّرون إعلان دولتهم فيه". وبهذا الفيلم يكون أوميد قد أصبح رائدًا للسينما الكوردية في العراق. أمّا الفيلم الذي يتناولة عبّاس في هذا الدليل فهو "المعتقل" أو "طارد الجن" 1993م، وربما تكون القصة المحبوكة هي أحد أسباب النجاح لما تنطوي عليه من عنصر المفاجأة. تتمحور قصة الفيلم "على رجل يُدعى "قُدرة آغا" فقد ابنته "مريم" في أثناء فرار الشعب الكوردي بعد الانتفاضة خشية من التعرض لهجمة كيمياوية جديدة فيبحث عنها بمساعدة الشاب جوامير، لكن هذا الأخير يأخذ عهدًا من أبيها أن يُزوحها له في حال العثور عليها. وبعد رحلة طويلة وشاقة يجدهاجوامير في أحد المخيمات لكنها ترفض أن تتزوجه لأنها أحبّت رجلاً آخر". أمّا الفيلم الثاني فهو "ليلة السنوات العديدة" 2006م الذي تدور قصته حول استيلاء ضابط كبير على منزل پير داوود وزوجته في مدينة كركوك التي يعيشان فيها منذ 20 عامًا وينشأ صراع بين المالك الأصلي والمستولي الجديد.
لا يمكن الوقوف عند ثيمات الأفلام الـ 78 المُدرَجة في هذا الدليل وإنما سنختار منها ما ينضوي تحت عناوين رئيسة مثل أفلام "السيرة الذاتية" كما هو الحال مع فيلم "خوله پيزه" 1998م للمخرج جليل زنگنة حيث ينضمّ فلاح بسيط إلى المقاومة ويظل يُقاتل حتى الرمق الأخير سنة 1952م ويتحول إلى أسطورة، أما الفيلم الثاني للمخرج ذاته فهو "ماما ريشه" الذي تدور قصته حول رجل واحد يواجه نظامًا تعسفيًا ظالمًا فيتحول إلى أسطورة ترددها الألسن في عموم المدن الكوردستانية. المخرج والكاتب السينمائي والمسرحي جليل سعيد زنگنه من مواليد كركوك 1947م. كتب وأنجز العديد من الأعمال الفنية من بينها "ژيان"، "و "ژاله" ومسلسل "العاصفة". وفي السياق ذاته هناك العديد من الأفلام الروائية الكوردية الطويلة مستوحاة من قصص حقيقية مثل فيلم "تيراج" 2002م أو "شعاع الضوء" بترجمته العربية للمخرج الكوردي التركي خليل أويسال الذي تدور قصته على مُحاصرة القوات التركية لاثنين من المقاتلين الكورد، وفيلم "الدوّامة" أو "گيژاو" لهاورَي مصطفى المستوحى من حادثة حقيقية وقعت في شباط 1997م وتُروى في هذا الفيلم من قِبل بعض الناجين.
نوّهنا سلفًا بأنّ بعض الأفلام مستوحاة من روايات كوردية معروفة ولعل أبرزها فيلم "قطيع الذئاب" لمهدي أوميد المُقتبس عن رواية لحسين عارف تحمل العنوان ذاته حيث يقوم قطيع من الذئاب بمهاجمة قرية معزولة" في إطار رمزي وخلفية درامية تعبيرية" كما يرد في مقال استدراكي لمهدي عباس عن "رائد السينما الكوردية" المنشور في العدد 12 من مجلة "السينمائي". وفيلم "مخاض شعب" للمخرج جميل رستمي الذي استوحى قصته عن رواية الكاتب ابراهيم أحمد التي تحمل العنوان نفسه "وتدور حول جوامير الذي يترك زوجته في لحظات المخاض ليبحث عن قابلة لكنه يصادف في الطريق مظاهرة حاشدة ضد السلطات الملكية حيث يُقبض عليه ويودع في السجن"، ثم تتشعب الأحدث وتأخذ منحىً آخر. وفيلم "ليلة الحساب" للمخرج حسين سيودين المأخوذ عن رواية "مدينة الموسيقيين البيض" لبختيار علي التي تتحدث عن محاكمة ضابط في الجيش العراقي السابق وموسيقي كوردي شاب ناجٍ من عمليات الأنفال. أمّا الفيلم الرابع فهو "زقاق الفزّاعات" للمخرج حسن علي الذي استوحاه من رواية للكاتب شيرزاد حسن التي يرصد فيها أسراب الغربان وهي تغزو الأرض الزراعية لإقطاعي ثريّ يستعين بالفزّاعات وحينما تفشل في مهمتها يستعين بأطفال القرية الذين يجسّدون دور "الفزّاعات البشرية المتحرّكة".
وصمة عار في جبين النظام المقبور
ثمة أفلام روائية عديدة تمحورت ثيماتها الرئيسة على قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية نذكر منها فيلم "جيان" للمخرج جانو روژبياني، و "رائحة التفاح" لراڨين عسّاف، و "حلبجة- الأطفال المفقودون" لأكرم هيدو، و "الأعشاش المحترقة" للمخرج الإيراني شهرام مصلخي. وهناك أفلام روائية أخرى تناولت الأوضاع السياسية والاجتماعية والنفسية في أثناء حكم البعث وبعد سقوطهم المدوّي من بينها فيلم "همس مع الريح" للمخرج الإيراني شهرام عليدي الذي يروي مشاهد مروعة عن العنف والموت والدمار الذي خلّفه النظام الاستبدادي السابق. وحري بنا الإشارة إلى فيلم "النجوم لا لون لها في النهار" للمخرجة شيرين جيهاني الذي يُعدّ واحدًا من الأفلام المهمة التي تشكل وصمة عار في جبين النظام المقبور الذي عذّب السجينات الكورديات، واغتصب البعض منهنّ، وتاجر بالبعض الآخر في "أسواق النخاسة" حينما قام ببيعهنّ لبعض الملاهي الليلية خارج حدود الوطن. يضم الدليل أفلامًا تمحورت موضوعاتها على "داعش" وما فعله بالمواطنين الكورد ويكفي أن نشير إلى فيلم "مملكة النمل" للمخرج عدنان عثمان الذي يتحدث عن سبي فتاة بعد قتل أخيها وأبيها واغتصابها لكي تحمل من الداعشي المجرم. ثم تدخل البطلة في صراع نفسي غريب من نوعه، فهي لا تستطيع أن تنسى مااقترفه الداعشي بحق عائلتها ولا هي قادرة على أن تتخلى عن ولدها وتحرمه من حبّها وحنانها وأمومتها. وفي السياق يمكن الإشارة إلى فيلم "الفراشة" للمخرج العراقي فرانك جلبرت الذي تتمحور قصته على "عامل مسيحي ينجح في الفرار من الإرهاب الداعشي في الموصل ويصل إلى قرية مسيحية".
لابد من الإشارة إلى فيلم "لعنة بلاد ما بين النهرين" للمخرج الكوردي، سوريّ المولد، لواند عمر، هو أول فيلم رعب بتقنيات عالية لفتت الأنظار. يتمحور الفيلم على "خمسة غرباء يجمعهم شيء واحد وهو كابوس شيطاني يزورهم". ويعتمد الفيلم على أسطورة نوروز. درس لواند الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في أمريكا وكندا. ويعمل كاتبًا ومخرجًا ومنتجًا، ويعيش في المكسيك حاليًا. أنجز لواند فيلم "دموع بيخال" سنة 2005م وهو مُدرَج ضمن هذا الدليل الشامل للأفلام الروائية الطويلة في كوردستان العراق.
نُدرة المُخرِجات الكورديات
للمرأة الكوردية حصة متواضعة في رصيد الإخراج السينمائي، فهذا الدليل لا يضم أكثر من ثلاث مخرجات وقد أشرنا قبل قليل إلى شيرين جيهاني، وتُعاضِدها في هذا المشروع المخرجة الكوردية الإيرانية ناهد قوبادي التي تألقت في فيلم "111 فتاة" تدور قصة هذا الفيلم على فتيات يقمنَ بكتابة رسالة إلى الرئيس الإيراني ويُهددنَ فيها بالانتحار الجماعي لأنهنَ لا يجدنَ رجالاً طيبين صالحينَ للزواج". أما المخرجة الثالثة والأخيرة فهي ڨيان مايي التي أنجزت فيلم "دوز" الذي يدور حول سِرمي، ابنة شيخ قبيلة ثري، ترفض الرجل الذي اختاره والدها لها، وتهرب من البيت، وتطلب المساعدة من أمير الإيزيديين الذي يُجيرها ويوفّر لها الحماية، ويعيدها إلى مضاربها مُعززة مُكرّمة. هناك أفلام عديدة تعالج فكرة التسلل إلى بلد مجاور كما في "نصف قمر" لبهمن قبادي، أو الهروب من الوطن والهجرة إلى بلدان اللجوء كما في "قبل سقوط الثلج" لهشام زمان أو "الدوّامة" لهاورَي مصطفى، أو بالعكس العودة من المنافي والشَتات إلى الوطن مثل "سبعة - واحد" لحسن علي أو "جيان" لجانو روژبياني وغيرها من الأفلام الروائية التي تستغور أحلام الأنسان وتطلعاته أو حتى رغبته في البحث عن الخلاص الفردي كحلٍّ مشروع. يُرفق مهدي عباس في نهاية الدليل عددًا من الملاحق أولها لمخرجي الأفلام الكوردية وعددهم 50 مخرجًا بينهم 3 مخرجات فقط، اثنتان إيرانيتان، وواحدة عراقية. ومن بين الـ 50 مُخرجًا هناك 14 مُخرجًا إيرانيًا وتركيان وبلغاري وسوري وأمريكي وهو ديفيج فاين. أما الملحق الثاني فيتضمن 18 دولة أنتج معها الإقليم أفلامًا مُشتركة مثل فرنسا وإيران وألمانيا والإمارات العربية المتحدة. ويختم مهدي عبّاس دليله الشامل بملحق يتضمّن أفلامًا لمخرجين من كورد عراقيين ولكنها ليست من إنتاج كوردستان العراق وعددها 18 فيلمًا من بينها "النفق" و "القطيع" لمهدي أوميد، و "المسيرة الصامتة" لابراهيم سلمان، وثمانية أفلام لهونر سليم أبرزها "فودكا ليمون"، و "ثوب ضيّق"، و "تحت أسقف باريس"، و "أهلاً هولندا" لأكرم سليمان. وفي الختام لابد من الإشارة إلى أنّ الناقد والمؤرخ مهدي عبّاس قد أنجز حتى الآن 32 كتابًا سينمائيًا نذكر منها "دليل الفيلم الروائي العراقي" 1997م، و "موسوعة المخرجين العرب في القرن العشرين" 2000م، و "كتابات في السينما العراقية" 2006م، و "دليل الفيلم الروائي العراقي الطويل" الجزء الثاني 2010م، و "السينما العراقية عام 2013 / 2014 / 2015 / 2016، و "السينما والإرهاب، و "محمد شكري جميل . . . عرّاب السينما العراقية"، و "بغداد في عناوين الأفلام" 2015، و"قاموس المخرجات العربيات"، و "السينما العراقية عام 2022م".
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech