انتهت الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، وفي الجولة الأخيرة واجه نادي الشرطة فريق الاتحاد السعودي ضمن مجموعته، وانتهت المباراة بنتيجة 4-1 لصالح الاتحاد. 
الشرطة تقدّم أولاً بهدف عن طريق اللاعب بسام شاكر بعد حوالي خمس دقائق من بداية اللقاء، ثم استقبل الفريق ثلاثة أهداف متتالية عن طريق فابينيو وحُسّام عوار (هدفين). 
الكثير من العوامل أدّت إلى خسارة المباراة، منها ضعف التماسك الدفاعي بعد الهدف الأول، وهو أمر غير مقبول على مستوى النخبة الآسيوية، بالإضافة إلى قلة القدرة على التعامل مع الضغط العالي والتحولات السريعة للخصم، وغياب العمق التكتيكي والبدلاء القادرين على إحداث الفارق، فضلاً عن فارق الإمكانيات الفردية بين اللاعبين؛ فوجود أسماء مثل كانتي وفابينيو في وسط ميدان الاتحاد شكّل فارقاً واضحاً في السيطرة والتحكم. 
أما مدرب نادي الشرطة، المصري مؤمن سليمان، فقد صرّح قائلاً إن “الأخطاء الفردية من بعض اللاعبين كانت السبب المباشر في الخسارة”. أما الزوراء الذي يشارك في دوري أبطال آسيا 2، فقد خسر أمام الفريق الطاجيكي استقلال دوشنبه بنتيجة 2-1.   
هذه الخسارة وضعت الزوراء في موقف صعب داخل المجموعة، إذ لم يعد خط التأهل بيده تماماً. الفريق بدأ المباراة بشكل جيد بتسجيل هدف مبكر، لكنه لم ينجح في الحفاظ على التقدّم، ومع تراجع الأداء الدفاعي خسر السيطرة على اللقاء.
من الواضح أن الزوراء يعاني عند مواجهة فرق تمتلك خبرة أكبر وانضباطاً آسيوياً أفضل.   ولكي ترتقي أنديتنا على المستوى الآسيوي، لا بد من العمل بجدية على عدة محاور، أولها جلب محترفين بمستوى عالٍ فعلاً.
ليس كل لاعب أجنبي “إضافة”. كثير من أنديتنا تتعاقد مع لاعبين مغمورين فقط لأنهم متاحون أو عبر وسطاء. المطلوب التوقيع مع لاعبين لديهم خبرة آسيوية أو إفريقية قوية، والاتجاه نحو أسواق مثل شمال إفريقيا، شرق أوروبا، أو أمريكا الجنوبية، حيث يمكن الحصول على جودة أفضل بأسعار معقولة.
ويجب التركيز على المراكز الحاسمة: صانع الألعاب، قلب الدفاع، والمهاجم الصريح، بدل توزيع المحترفين بلا هدف واضح.
أيضاً، المستوى الآسيوي يحتاج إلى بنية تحتية قوية: ملاعب مجهزة، مراكز إعداد ولياقة، وطاقم فني متخصص. 
لا يكفي وجود ملعب جميل للمباريات، بل يجب أن يكون هناك مركز تدريب متكامل، مع مدربين مختصين في اللياقة، حراس المرمى، وتحليل الأداء بالفيديو، كما تفعل الأندية القطرية والإماراتية.
بصراحة، أنديتنا لديها روح، وجمهور يعشقها، لكن حتى ننافس على مستوى آسيا لازم نشتغل بعقلية احترافية حقيقية، ولا نكتفي بالمشاركة فقط، انما يجب أن نثبت وجودنا وننافس الكبار.
الشرطة والزوراء يمثلان اسم العراق، والمطلوب من الكل ـ إدارة، لاعبين، وجمهور ـ ان يشتغلوا بإصرار حتى يرجع اسم الأندية العراقية يلمع بين كبار القارة كما كانت في السابق.