د. سلمان الاعرجي
قيادة النظام السياسي لاي دولة من دول العالم تحتاج لمؤهلات خاصة لاتقف عند الخبرة والتجربة والدراسة فحسب بل وتتعداها الى مؤهلات ترتبط بشخصية صانع القرار وقدرته على ادارة الدولة ومواردها وإمكانياتها ومن ثم توظيف كل ذلك اقليميا ودوليا من اجل ان تكون دولة قادرة على أداء دورها الاقليمي والدولي بناء على ما تتمتع به من مقومات وقدرات داخلية تخدم ذلك الدور هذا الى جانب الإرث التأريخي الذي تتمتع به هذه الدولة، والذي يمكنها من اداء دورها كدولة قائدة للمنظومة الإقليمية والدولية.
وبالحديث عن منطقة الشرق الاوسط لاسيما خلال الخمسين سنة الماضية التي اختفى فيها دور الدولة القائد بسبب ماتعرضت له هذه المنطقة من حروب متكررة وعدم استقرار سياسي بسبب وجود الكيان الصهيوني، هذا الى جانب الوجود العسكري المباشر للقوى العظمى التي وضعت مقياسا للدولة القائد هو مدى خضوعها لإرادة القوى العظمى.
وعلى الرغم من وجود دول عربية وغير عربية تتمتع بمواصفات الدولة القائد في اقليم الشرق الاوسط تحديدًا الا ان العراق رغم ما تعرض له من حروب ودمار وحصار ومؤامرات لتمزيقه واضعافه الا انه مازال يمتلك مواصفات الدولة القائد ومقوماتها وفي مقدمتها الارادة السياسية التي يتمتع بها صانع القرار والتي ظهرت جليًا في شخصية السيد رئيس الوزراء السوداني في مؤتمر القاهرة للسلام الاخير، والتي طرحت العراق كدولة قائدة لمشروع عربي يضع فلسطين في مقدمة قضايا الامة والمدافع الحقيقي عن حقوق شعبها ضمن اراضي الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، من خلال الرؤية الواقعية لقضية فلسطين التي عرضها السيد السوداني، والتي ميزته عن سائر الرؤى للدول الاخرى، حيث بينت ايضا ان العراق الذي يحمل كاريزما الدولة القائد قد عاد وبقوة الى دوره الاقليمي والعربي بالأخص كدولة قائدة وقادرة على حل مشاكلها، ووضع الحلول المناسبة لها، بخاصة أن اهم واعقد قضاياها وهي القضية الفلسطينية.