رعد كريم عزيز
في كل اعمال الفنان حامد سعيد مرزوق في معرض الاخير في قاعة المعهد الفرنسي في بغداد,تبرز ثيمة الرقة والعفوية ,متمثلة بالاجساد الطائرة في فضاء الوان سائحة غير محددة,وهو بذلك يشكل عالما خاصا لمواجهة الخراب والشظايا بالاحلام الملونة التي تقترب في سطحها من الالوان المائية ,وتتجسد خلفية اللوحة بالوان باهتة فيما تظهر الموجودات الاخرى بالوان صارخة قريبة جدا من الالوان الاساسية,مثل السفن العائمة وسط موج صاخب,واطفال يقتربون من شكل الدمى التائهة وسط انشاء اللوحة الذي يتحرك بحرية,لاتحدها شروط الرسم التقليدية.
ينتمي الفنان البصري حامد سعيد مرزوق الى جانب فنانيين اخرين الى المزاوجة بين الجانب الثقافي المجاور الى الفن التشكيلي فكانت له مشاركات في معارض اعتنت بالمزاوجة والتفاعل مع الشعر والادب اولها مجموعة رائحة الشتاء للقاص الراحل محمود عبد الوهاب ,واخرها معرض مئوية رحيل كافكا بالتعاون مع جمعية التشكيليين بابل ومعهد غوته والذي انتقل الى معرض بغداد للكتاب,ولكنه يبقى محافظا على هويته الطفولية بالوانه الفرحة ,حتى وان كانت تهتم ببقايا جذع نخلة معطوبة,او خطوتان بجواراب واحد,او بقايا كوخ عقب عاصفة ملونة. اننا ازاء تجربة تحمل بصمتها ,باصرار الفنان مرزوق على انطباعه عن العالم باعتباره منطقة مفتوحة للفرح والتفاؤل على الرغم من التعارض الواقعي ,بمثبطاته العديدة ,لذا فهو يمر بها محتفلا برؤياه الحالمة الخاصة,متجنبا الكثير من التفاصيل.وهذ واحدة من سمات الفنان الذي يغور بعيدا في مقصده الفكري ,سعيا لانشاء مشهد تصويري يمثله ويعبر عن دواخله التي يعاينها ,بروح المثقف الحر الذي يملك موقفا من الوجود,باعتباره مثقفا فاعلا في خضم التباسات شائكة.
واستطاع الفنان حامد سعيد ان يؤسس لنفسه انتشارا طيبا على المستوى العراقي والعربي والعالمي فكانت مشاركاته في قاعات العرض العراقية وكذلك في الاسكندرية بمصر, وفي الامارات وفي عمان ,وفي ايطاليا وهولندا وتركيا ناقلا طائرته الورقية وسفنه الصغيرة ليحقق حضورا مميزا يشار له بامتياز واضح.