بغداد _ العالم 
كشفت وكالة "رويترز"، استنادًا إلى وثائق وشهادات ثلاثة مسؤولين أمنيين أوروبيين، أن الصين تُهرّب محركات طائرات مُسيّرة إلى روسيا رغم العقوبات الغربية، عبر إعادة تصنيفها كـ"وحدات تبريد صناعية" لتجنب الكشف.
ووفق التحقيق، تقوم شركات صينية بشحن محركات L550E — التي تنتجها شركة "شيامن ليمباخ لمحركات الطيران" — إلى شركة روسية مملوكة للدولة هي "آي إي إم زد كوبول"، المسؤولة عن تصنيع طائرات "غاربيا-A1" الهجومية. هذه الطائرات تُستخدم في ضرب أهداف مدنية وعسكرية في عمق الأراضي الأوكرانية، بمعدل نشر يصل إلى نحو 500 طائرة شهريًا.
زيادة الإنتاج رغم العقوبات
تشير وثائق داخلية لشركة "كوبول" إلى توقيع عقد مع وزارة الدفاع الروسية لإنتاج أكثر من 6000 طائرة "غاربيا" في 2025، مقارنة بـ2000 طائرة فقط في 2024. كما أوضحت الوثائق أن أكثر من 1500 طائرة قد تم تسليمها بالفعل بحلول أبريل الماضي.
وتأتي هذه الزيادة في الإنتاج رغم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأول، والتي استهدفت تعطيل سلاسل التوريد عبر إدراج شركات مثل "شيامن" على قوائم الحظر.
شركات بديلة ومسارات ملتوية
بعد فرض العقوبات على "شيامن"، تولت شركة صينية جديدة، هي "بكين شيتشاو الدولية للتكنولوجيا والتجارة"، مهمة توريد محركات L550E إلى "كوبول". ووفقًا للفواتير، وخطابات داخلية، ووثائق نقل اطلعت عليها "رويترز"، تم شحن المحركات أولًا إلى شركة روسية وهمية تدعى "إس إم بي-138"، قبل أن تُرسلها إلى شركة روسية أخرى هي "إل آي بي إس إس".
ويكشف عقد مبرم بين "إل آي بي إس إس" و"كوبول" أن المحركات وُصفت رسميًا في مستندات الشحن على أنها "وحدات تبريد"، في محاولة واضحة لإخفاء طبيعتها الحقيقية ومنع السلطات الصينية من رصدها.
وحددت الوثائق مسار الشحن من بكين إلى موسكو، ثم إلى مدينة إيجيفسك، حيث تقع منشآت الإنتاج التابعة لـ"كوبول".
هدف التحايل
بحسب المسؤولين الأمنيين الأوروبيين الثلاثة، فإن إعادة تصنيف المحركات بهذه الطريقة سمحت بمرورها عبر الحدود الصينية دون إشعار الجهات الرقابية، وهو ما مكّن روسيا من تجاوز العقوبات ومواصلة تعزيز ترسانتها من الطائرات المُسيّرة الهجومية.