بغداد ـ العالم
اجتاحت كميات من السيول قادمة من ايران، قضاء بدرة التابع لمحافظة واسط، شرقي العراق، فيما تقول الحكومة المحلية انها لم تتسبب بأضرار مادية، فيما تمكنت مديرية الدفاع المدني في نينوى من إنقاذ 14 عائلة محاصرة وسط السيول.
وقال قائممقام قضاء بدرة، جعفر عبد الجبار ملا محمد، ان "سيول جاءت من الجانب الايراني بكمية 500 متر مكعب، لكنها لم تتسبب باضرار".
وأوضح ملا محمد أن "مياه الاسالة والشرب تأتي الى قضاء بدرة والنواحي التابعة لها من نهر دجلة، أما مياه السيول تأتي من ايران"، منوهاً الى أن "السيول تفيد في الزراعة، حيث هنالك سد غاطس في بدرة يقوم بتوزيع المياه على 13 نهراً لإرواء الاراضي الزراعية".
يشار الى ان قضاء بدرة يضم أيضاً ناحيتي جصان وزرباطية، وتبلغ مساحة القضاء نحو 3 الاف كيلومتر مربع، فيما يبلغ عدد نسمتها نحو 40 الفاً، وأكثر من 80% من سكان قضاء بدرة هم من القومية الكوردية، والباقين من القومية العربية.
في أوقات مختلفة من الشتاء والربيع، ترد الى العراق كميات من السيول من ايران، وتصب في واسط وديالى وميسان والبصرة.
بشأن البنى التحتية، لفت قائممقام قضاء بدرة، جعفر عبد الجبار ملا محمد، الى أن "البنى التحتية غير كاملة في بعض الاماكن في القضاء، ونأمل ان تستكمل السنة القادمة".
تشتهر بدرة بالتمور والبساتين ووجود نهر الكلال ولكنه جاف حالياً بسبب انقطاع المياه من الجانب الإيراني، ويذكر الكاتب عبد الرزاق الحسني عن بدرة بأنها "كانت تسمى بادريا في أيام البابليين، وفيها اشجار كثيرة وخاصة من خشب الصنوبر، ومن هذه المدينة جمع الحطب ليرسل إلى كوثى حيث مسكن النبي إبراهيم (ع) ليحرقه النمرود وهو أحد ملوك بابل القديمة الأولى". من جهة أخرى، نفى مدير الدفاع المدني في نينوى العميد خالد ثروت جلميران، تسجيل أي حالة وفاة نتيجة السيول التي تشكلت جراء هطول أمطار غزيرة في المحافظة، مشيراً أن "إنقاذ 14 عائلة محاصرة وسط السيول".
وقال خالد ثروت جلميران، أمس، إن "الأوضاع في نينوى مسيطر عليها فقد تم وضع خطط استباقية لهطول الأمطار والسيول، مع إجراء ممارسة فعلية يوم الجمعة الماضية بحضور مديريتنا، وبإسناد مباشر من قيادة شرطة نينوى والدوائر الساندة لمعرفة سرعة الاستجابة لأي حادث".
وأضاف أنه "بداية ظهر أمس هطلت أمطار غزيرة في محافظة نينوى، أدت إلى انغمار بعض مناطق الموصل بالمياه مثل المنطقة الواقعة قرب مشروع عين العراق على طريق بغداد، وعلقت إثرها عائلة داخل عجلة، إلا أن فرق الدفاع المدني، وتوجهت فرق الإنقاذ لإنقاذ العائلة بالكامل بدون أي خسائر، وتم إخلاء العجلة أيضاً إلى منطقة آمنة".
مدة هذا الانغمار التي حصلت كانت أثناء فترة هطول الأمطار من "ساعتين إلى ثلاث ساعات، وبعدها تم فتح الطريق وهو حالياً سالك"، بحسب قول مدير الدفاع المدني في نينوى.
المناطق التي حدثت فيها ارتفاع لمستوى المياه في نينوى تركزت وفقاً لجلميران في منطقة "الكوبكلي، إلا أن الفرق توجهت إلى هناك وتم إخلاء هذه العوائل إلى مناطق آمنة، والوضع الآن مسيطر عليه وفرقنا منتشرة في عموم محافظة نينوى".
وأوضح أن العدد الكلي للعوائل التي علقت كانت "12 عائلة في الكوبكلي وأخرى في المحاربين إضافة إلى العائلة الواقعة قرب مشروع عين العراق، لكن تم تبليغ كافة العوائل الساكنة قرب نهر الخوصر بإخلاء هذه المناطق التي تعتبر مناطق واهنة لمناطق السيول وإبعادهم عن منطقة الخطر".
وفي السياق تابع مدير الدفاع المدني في نينوى أن أكثر المناطق المعرضة لتحصل فيها سيول هي: "مناطق التصريف الضعيف أو المناطق المنخفضة مثل منطقة الحاصودية والكوبكلي، وحوض نهر الخوصر لأنه سيكون التصريف الرئيسي للسيول القادمة من المحافظات المجاورة أو منطقة سهل نينوى، والمناطق الواقعة على ضفتي نهر الخوصر ستكون أكثر المناطق المعرضة للانغمار خاصة الواقعة قبل الدخول إلى مدينة الموصل، لكن تم تبيلغ أهالي هذه المناطق بإخلائها، وأخذ الاحتياطات اللازمة في حال ارتفاع نسبة المياه".
مدير الدفاع المدني في نينوى نفى تسجيل أي حالة وفاة نتيجة السيول، مؤكداً أن فرقهم "منتشرة في مدينة الموصل أي أكثر من 20 فرقة إنقاذ جاهزة، وأكثر من هذا العدد في موقف احتياطي، إضافة إلى الفرق المنتشرة في الأقضية والنواحي".