في الخلاف السني الشيعي: تعايش سلمي على اساس تسوية شاملة
9-تموز-2023
محمد عبد الجبار الشبوط
انا اعرف صعوبة الحديث عن مشكلة تعود الى الايام الاولى التي اعقبت وفاة الرسول محمد في السنة ١١ لهجرته الى المدينة. وهي المشكلة التي قسمت الامة الاسلامية منذ تلك اللحظة الى فريقين الشيعة والسنة.
لكن حديثا للعالم الفيزياوي العراقي المعروف محمد باسل الطائي يفتح الباب امام الحديث مرة اخرى عن هذه المشكلة. يستند الطائي في حديثه الى قصة معروفة ومتداولة في كتب التاريخ والحديث، ولا يشكك في صدقيتها احد. بدون الدخول في التفاصيل الفرعية للقصة، وهي كثيرة، فان جوهر القصة يتمثل في ان الرسول محمد جعل ابا بكر اميرا للحج عام ٩ للهجرة، وطلب منه، كما تقول بعض صيغ القصة، ان يتلو على الناس الايات الاولى من سورة التوبة النازلة حديثا. وبعد انطلاق ابو بكر الى مكة، جاء جبرائيل واخبر الرسول ان يكلّف ابن عمه علي بن ابي طالب بذلك، بدل ابي بكر. وقد عزّ ذلك على نفس ابي بكر فسأل النبي لاحقا عن سبب هذا التغيير، فقال له النبي:"لا يؤدِّي عني إلا رجلٌ من أهلِ بيتي". وقد اسست هذه الحادثة للفرق بين الامارة والامامة، امارة بعثة الحج، وامامة تبليغ الدين. وظهر هذا الفرق بعد وفاة النبي. فقد امّر المسلمون ابا بكر عليهم في اجتماع سقيفة بني ساعدة، فيما بقي علي امام الدين المعين من قبل الله. والفرق بين الامرين ان الخلافة امر زمني تاريخي زائل، فيما امامة الدين امر الهي باق. وقد انتبه الى هذا الفرق الشيخ محمد رضا المظفر (١٩٠٤-١٩٦٤) في كتابه "عقائد الامامية" فكتب يقول: "ولا يهمّنا من بحث الامامة في هذه العصور إثبات أنّهم هم الخلفاء الشرعيون وأهل السلطة الإلهية؛ فإنّ ذلك أمر مضى في ذمّة التأريخ، وليس في إثباته ما يعيد دورة الزمن من جديد، أو يعيد الحقوق المسلوبة إلى أهلها، وإنّما الذي يهمّنا منه ما ذكرنا من لزوم الرجوع إليهم في الاَخذ بأحكام الله الشرعية، وتحصيل ما جاء به الرسول الاَكرم على الوجه الصحيح الذي جاء به". وقد نبهنا الى هذه العبارة المهمة الاخ علي المدن.
والذي يهمنا اكثر ان نؤشر على الخطأ الذي وقع فيه المسلمون لاحقا حين جعلوا تصرفات الخلافة الزمنية الزائلة جزءاً من الدين الالهي الخالد. وهذا ما قام به عبد الرحمن بن عوف حين جعل "سيرة الشيخين" متممة لسيرة الرسول، اي جعلها جزءاً من الدين. ثم راكموا على هذا الخطأ خطأً اخر حين اسسوا مذاهب دينية في الثلاثمائة السنة اللاحقة وبين ظهرانيهم من جعلهم النبي أئمة للدين وهم السلسلة الذهبية التي استمرت من عام ١١ للهجرة الى عام ٣٢٩ للهجرة.
واليوم قد يكون من الممكن التراجع عن هذين الخطأين اذا اجرى المسلمون، السنة والشيعة معا، تسوية تاريخية بينهم على اساس المعادلة التالية: تصحيح الخلافة الزمنية للخليفتين الاول وخاصة الثاني، مقابل الاقرار بامامة علي واحفاده الاحد عشر للدين. وبهذا التسوية يخرج كل من الشيعة والسنة رابحين ولن يخسر اي منهما اي شيء. فخلافة ابي بكر وعمر وقعت ولا يمكن الغاؤها، ويمكن قبولها بشرط عدم جعل "سيرة الشيخين" جزءاً من الدين، في حين ان امامة علي واولاده تحظى باحترام عام بين عموم المسلمين سنة وشيعة. بهذه التسوية يختفي السبب الرئيسي للخلاف الشيعي السني، فيما سيبقى باب الاختلاف والتعدد في المسائل الاجتهادية مفتوحا لان ذلك ظاهرة ايجابية في المجتمع الاسلامي اكثر فائدة من تقييد المسلمين باجتهادات فقهاء محددين مما يسمى بمؤسسي المذاهب الاسلامية، الاربعة وحتى السبعة. بهذا اتفق مع طرح الدكتور باسل الطائي حول هذه المسألة. وهو طرح قد يؤسس للتعايش السلمي بين الفريقين على اساس تسوية تاريخية شاملة.
العراق يفتح بعثات دبلوماسية في عدد من العواصم الأفريقية
5-أيار-2024
قطاع الكاظمية .. اعمال تاهيل واقع الشبكة الكهربائية
5-أيار-2024
النفط تنفي وجود تسرب نفطي في حقل حمرين
5-أيار-2024
بسبب خطا للطيار.. طائرة العراقية تهبط على مدرج مغلق في طهران
5-أيار-2024
الحكومة لا تدعم مهرجان شذى حسون الدولي.. وفنانون: كرمت أصدقاءها.. وتجهل قيمنا الاخلاقية
5-أيار-2024
تقرير بريطاني: ثلاثة أجسام غامضة تشبه الأجسام الطائرة المجهولة تم رصدها في العراق
5-أيار-2024
رسام الكاريكاتير.. الذي جسد الواقع بأبداع
5-أيار-2024
هل يلجأ العالم مجددا إلى السلاح النووي
5-أيار-2024
ميسي وسواريز يعيدان إلى الأذهان حقبة تألقهما في برشلونة
5-أيار-2024
آنه الما منتمي لأحد
5-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech