فيلم «أعيش هنا وأتنفس هناك»: رصد سينمائي لمجريات الحياة في بغداد ولندن
18-حزيران-2023
بغداد ـ العالم
من الممكن انتاج فيلم سينمائي بلا حوار، بلا موسيقى، وبلا ممثلين او شخوص تتحرك امام الكاميرا بقصدية الاداء او الايحاء.. الشوارع، الشبابيك، السيارات، الارصفة، الاشجار، المارة، الاطفال وهم يمضون او ياتون من مدارسهم مع امهاتهم، النساء، الرجال وهم يرشون باحات بيوتهم والطرقات بالمياه، عمال البناء، خطوط العبور، سيارة المرطبات.. كل هذه وتلك تحولت الى عناصر ادائية او ابطال الفيلم السينمائي الوثائقي "اعيش هنا واتنفس هناك"، انتاج 2023، للمخرج السينمائي العراقي قاسم عبد.
الفيلم لا يقارن بين حياتين او واقعين، بل يرصد جريان الحياة اليومية العادية في شارعين في حيين سكنيين، واحد في بغداد والثاني في لندن، قد تتشابه مظاهر الحياة العادية بالرغم من اختلاف الواقع، وقد تتناقض تماما بالرغم من انها تتناول مفردات متشابهة.
المخرج السينمائي قاسم عبد، الذي اخرج العديد من الافلام الوثائقية، منها: وسط حقول الذرة الغريبة، ناجي العلي، فنان ذو رؤيا، حاجز سردا، حياة ما بعد السقوط، اجنحة الروح، همس المدن، مرايا الشتات، وغايب - الحاضر الغائب، يعتمد في الغالب على نفسه في كتابة السيناريو والتصوير والمونتاج والاضاءة، كما في فيلمه الاخير"اعيش هنا واتنفس هناك"، كاشفا:" هذا الفلم تم عملة بطاقم من شخص واحد، هو انا، اخراجاً وانتاجاً وتصوريراً ومونتاجاً، وحتى اني صممت بنفسي صفحة عن الفيلم على شبكة الانترنيت ".
"المكان في هذا الفيلم هو البطل"، يقول قاسم عبد لشبكة رووداو الاعلامية، مضيفا: "ليس هناك اي حوار، لغة الفيلم هي السينما فقط، وهو فيلم تجريبي، فانا لا اتوقف عن التجريب، ولن اتراجع عن اكتشاف ما حولي سواء كنت في بغداد، مدينتي التي ولدت وترعرعت وكانت دراستي الاولية للفن فيها، معهد الفنون الجميلة، او في لندن التي اعيش فيها منذ ما يقرب من اربعة عقود". مشيرا الى ان فيلمه الاخير "اعيش هنا واتنفس هناك"، ليس "فيلما تقليديا على الاطلاق، بل هو رصد للحياة اليومية في مدينتين متباعدتين في العادات والتقاليد والمسافات، ما يربط بينهما في ذهني هي الذاكرة الحية لبغداد وأهلي واصدقائي عندما اكون في لندن، والاشتياق الى لندن وعائلتي واصدقائي"، لكن هذا لا يعني ان ما قاد قاسم عبد لانتاج فيلمه هي النستولوجيا، بل على العكس تماما، فهو فيلم واقعي ومشغول باسلوب تجريدي يرصد الحياة اليومية بدون اي تدخل ومن خلال الكاميرا الثابتة، عينه الثالثة، لتنقل ما يريد ان يعبر عنه من افكار.
كل العناصر المحيطة بنا او بهم، والتي عرضت في الفيلم تقود لافكار مفتوحة، وعرضة للتأويل والتفسير، حتى ان عنوان الفيلم "أعيش هنا واتنفس هناك" ينطوي على مواربة خفية، اين "الهنا"؟ واين الـ"هناك"؟، فهل لندن التي يعيش فيها هي الـ "هنا" وبغداد التي يشتاق اليها هي الـ"هناك" التي يتنفس فيها؟، ومن الممكن ان نقلب المواقع فتكون بغداد هي التي يعيش فيها او تعيش فيه، ولندن التي يتنفسها وتتنفسه. وعلى المتلقي ان يفهمها مثلما توحي له، والمشاهد هنا هي عبارة عن قصص قصيرة متسلسلة او متقطعة، ليس هناك اي مشهد يشبه الاخر لكن هناك تكرار للأماكن ذاتها ومن يمر عليها او خلالها، اطفال المدارس، عربة المرطبات، عمال تبليط الشارع، في لندن، عربة بياع الغاز، عمال البناء وهم (يلبخون)البناية بالاسمنت، الرجلان الذان يرشان الشارع بالماء ويثرثران دون ان نسمع اي شيء، كلها مفردات حياتية من حيث الجوهر لا تختلف سواء كانت في حي سكني في بغداد او لندن.
يوضح المخرج قاسم عبد قائلاً: "مدة الفيلم 80 دقيقة، بلا حوارات او سيناريو مسبق(سكربت) ولا تعليقات، تركت كل شيء للمتلقي واحاسيسه في التفسير او التفاعل وربما الملل، وهو فيلم مفتوح بلا بداية او نهاية، اردت تغيير مفهوم الفيلم الوثائقي السائد، فالفيلم بالتالي لا يشبه اي فيلم آخر سواء باسلوب تصويره وبفكرته وبربط مشاهده". قد يتخيل المتلقي ان الاحداث البطيئة ستتنامى الى احتدام، قد يسقط العامل المعلق فوق خشبة وهو (يلبخ) جدار الطابوق العالي بالاسمنت، في بغداد، او يتدحرج العامل الهندي اثناء تغييره للسقف القرميدي في احد بيوت لندن، لكن اي من هذا لا يحدث، مع ذلك شدني الفيلم بلغته السينمائية الجديدة، وبتصويره ومونتاجه الى حد الاسترخاء.
العراق يفتح بعثات دبلوماسية في عدد من العواصم الأفريقية
5-أيار-2024
قطاع الكاظمية .. اعمال تاهيل واقع الشبكة الكهربائية
5-أيار-2024
النفط تنفي وجود تسرب نفطي في حقل حمرين
5-أيار-2024
بسبب خطا للطيار.. طائرة العراقية تهبط على مدرج مغلق في طهران
5-أيار-2024
الحكومة لا تدعم مهرجان شذى حسون الدولي.. وفنانون: كرمت أصدقاءها.. وتجهل قيمنا الاخلاقية
5-أيار-2024
تقرير بريطاني: ثلاثة أجسام غامضة تشبه الأجسام الطائرة المجهولة تم رصدها في العراق
5-أيار-2024
رسام الكاريكاتير.. الذي جسد الواقع بأبداع
5-أيار-2024
هل يلجأ العالم مجددا إلى السلاح النووي
5-أيار-2024
ميسي وسواريز يعيدان إلى الأذهان حقبة تألقهما في برشلونة
5-أيار-2024
آنه الما منتمي لأحد
5-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech