فيلم «القلوب الأرجوانية».. هل مارس العنصرية ضد العرب؟
23-آب-2022
بغداد ـ العالم
تقدم المخرجة الأمريكية إليزابيث روزنباوم دراما اجتماعية رومانسية، مهجنة بأبعاد سياسية، عبر علاقة زواج معقدة تدور على هامشها مشاهد لاحتلال أمريكا للعراق، من خلال فيلم ”Purple hearts“ الصادر عام 2022، ويعرض منذ أيام على نتفليكس.
وتتمحور أحداث الفيلم حول قصة كفاح الفتاة كاسي وتجسدها ”صوفيا كارسون“ التي تعاني من مرض السكري، مع عدم قدرتها على توفير ثمن عبوات الإنسولين، ما يدفعها للزواج من لوك ويجسده ”نيكولاس جاليتزيني“، وهو موظف في جهاز المشاة البحرية بالجيش الأمريكي، وعلى وشك الذهاب للحرب في العراق.
وتدور أحداث الفيلم في 2020، حيث يعتمد الزواج بين الشابين على تبادل المنفعة، حيث تضمن كاسي توفر الدواء اللازم لمرضها عبر تأمين شريكها، بينما يضمن لوك زيادة راتبه حيث سيحصل على مقابل لاستئجار بيت للإقامة فيه مع زوجته.
لكن عقدة الفيلم تكمن في اتفاق خفي بين الزوجين بأن تكون العلاقة سطحية، بحيث يتحقق لكل منهما مطلبه، وهذا ما يعتبر في قانون الدولة تحايلًا، ومخادعة للسلطات، يستوجب عقوبة الحبس لكليهما.
وتدور الأحداث بطريقة تشويقية من قبل المخرج، تدفع الاثنين للدخول في علاقة جدية على عكس المتوقع.
رسائل
ويمكن اعتبار الفيلم تحت إطار الدراما الاجتماعية العاطفية، لكنه يحمل في فحواه رسائل موجهة، تظهر الجيش الأمريكي بأنه يحمل الطهر في دفعه الجنود للقتال داخل العراق العربية.
وينطلق لوك مع فرقته للعراق، وهناك يتعرض لإصابة بالغة في قدميه، تمنعه من المشي لوقت طويل، ويكون عليه البقاء لفترة كافية لاستعادة صحته.
وتقدم الأحداث وجهة تعاطف أخرى حينما يتعرض صديقهما الجندي، للقتل خلال المواجهات في العراق، وتأتي مشاهد البكاء والدفن، وزيارات المقبرة بعد موته، كنوع من تعزيز القيمة لما يقوم به الجيش الأمريكي في العراق.
قتل العرب
ورغم محاولة سيناريو تقديم الجيش موصوفًا بالشجاعة والألفة، إلا أنه يسقط خلال حوار الجنود في أزمة كشف نية الجنود الأمريكيين قتل العرب، ما حمل عنصرية ضد الجنس العربي، ونية مبيتة من أجل القتل للعربي من قبل الأمريكي لا أكثر، فقد كان الجنود يتباهون بذلك ويدافعون عن رغبتهم.
ورغم أن هذه المشاهد القتالية جاءت على هامش بناء هيكل السيناريو الرومانسي، إلا أنها حملت خلفية عرض كبيرة للأحداث.
شخصيات
في عمق النص كانت كاسي الموهوبة في التأليف والغناء، تشق طريقها نحو النجومية، عبر غناء ليلي في إحدى البارات، لكن بدخول لوك لحياتها صار مصدر إلهامها للعديد من الأغنيات، التي ساهمت في تحقيق طموحها، بالوصول إلى قاعدة شعبية كبيرة.
وكانت كاسي تعيش تناقضات مختلفة، من حيث عدم قناعتها بالحب، والخوف منه، لربما بسبب خذلان أبيها لأمها في الماضي، وخذلان صحتها لها كذلك.
واعتبر لوك أن التحاقه بمشاة البحرية الأمريكية، سيكون تعويضا لذاته، ولأبيه، بعد فترة إدمان على المخدرات، تبعت وفاة أمه، وخرج من هذه الرحلة مديونًا لصديق سيئ، بآلاف الدولارات.
وهنا تُبنى على علاقة الصحبة هذه في مواجهة لوك وكاسي، عدة إشكاليات، تهدد استمرار الزواج.
حبكات مجزأة
ورغم التوقع المحتمل للنهاية بين البطلين، لكن الحبكة اعتمدت على التجزئة، لا على كتلة واحدة، فكانت الصراعات الجانبية بين الأبطال، بمثابة نقاط انطلاق نحو المزيد من الشغف خلال أحداث السيناريو.
تشابكية هذه الخيوط بين الأفراد في السيناريو أعطت المشاهد مساحات درامية مختلفة الأثر، فعلاقة لوك بأبيه مثلت حبكة صغيرة، وعلاقته بصديقه السيء، وعلاقته بذاته، وصديقه الجندي الميت، وعلاقة كاسي بأمها كذلك، ومعاناتها مع المرض، ومثابرتها نحو طموحها، وكذلك خط سير علاقة الحب بينهما، القائمة على الإعلان الكاذب، وما يحيط ذلك من تخوفات أمام المجتمع والقانون..
كل هذه الكوادر الفنية، شكلت المزيد من الزخم للأحداث، في ظل تواجد مركزية العلاقة بين الزوجين في المقدمة.
وسام شرف
ويقتبس مخرج الفيلم عنوانه من لقب ”القلب الأرجواني“ وهو وسام قديم يعود لعهد جورج واشنطن عام 1932، وتمنحه الدولة لقلب المرء الشجاع، الذي يقدم الخدمة لدولته أمريكا، وقد حصل بوك بالفعل على هذا اللقب، إبان القتال لصالح دولته، ليصير وجه مفخرة لأبيه بعدما كان يخاصمه بسبب إدمانه.
ولربما حمل لقب ”القلوب الأرجوانية“ رمزية أخرى، حيث نجح البطلان في خوض تجربة معقدة، بما فيها من اختلافات وتناقضات بيئية بينهما، لكنهما تمكنا من الالتقاء في شراكة مثلت الشجاعة لدى كاتب السيناريو، فكانت رؤية كاسي للموسيقى كوسيلة للتعبير عن مشاعرها، بينما كانت رؤية لوك، الركض المستمر، لتحقيق أهدافه، وهذان البعدين مختلفا التمثيل، يتمكن السيناريو من دمجهما أخيرا.
عناصر محفزة
وعلى الرغم من امتداد الفيلم على مدار 122 دقيقة، إلا أنه حمل عناصر التحفيز والسحب نحو الإكمال للمُشاهد، وبدت معظم عناصر العرض متشابكة، وذات هدفية في صناعة السيناريو، وهو ما أعطى القصة المتخيلة المزيد من الإثارة والتشويق، كما واشتملت القصة على استعراض عدة أغنيات أدتها صوفيا بصوتها الجميل، تحدثت فيها عن التعلق وبدايات الحب، وتفاصيل يومية للعلاقة مع شريكها.
إيماءات
وجاء أداء صوفيا متنوعًا في الإيماءات وفقما تتطلب مشاهد الحزن والألم والفرح، مقدمة شخصية معقدة التفاصيل، دون أي تورط في التعابير التمثيلية المزيفة، وقدمت دورا مركبا، من خلال تمكنها من تقديم الجانب الشخصي لحياة الفنان، وشكلانية الفنان على المسرح أمام الجمهور.
وقد كان أداء لوك يحمل البرود، ولا يواكب الشخصية التي رتب لها من المخرج، كعسكري، من المفترض أن يحمل الجلادة والصلابة، فبدا عاطفيا متأثرا طيلة الوقت.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech