كيف أثبت ليوناردو دي كابريو أنه أكثر من مجرد فتى هوليوود الوسيم؟
23-كانون الثاني-2023
جيفري ماكناب
لقد مر 25 عاماً على وصول "الهوس بليو" ذروته. تلك الفترة المثيرة التي كان خلالها متابعو ليوناردو دي كابريو يتجمهرون حوله بحماسة كانت ستجعل تصرفات حتى أكثر معجبي البيتلز إخلاصاً تبدو تافهة. في حالة بيتلز، كانت الهيستريا تنتشر حول الفريق في الأقل. أما مع دي كابريو، فكان كل شيء يركز على شخصه. لا يزال بإمكانكم مشاهدة مقاطع فيديو على يوتيوب تظهر فيها حشود من المراهقين أمام سينما أوديون في ساحة ليستر سكوير بلندن وهم يهتفون "ليو، ليو، ليو" قبل عرض فيلم "تيتانيك" Titanic للمخرج جيمس كاميرون لأول مرة في المملكة المتحدة. سيعاد الشهر المقبل عرض الفيلم الناجح من عام 1997. حصل على الدور وهو في سن العشرين، لكن بفضل مظهره الرائع بدا أصغر بكثير. كان له حضور مختلف على السجادة الحمراء، وراح يلوح بأدب للمتفرجين، غير مدرك على ما يبدو أنه على وشك الوصول إلى نجومية عالمية.
زعمت التقارير الإخبارية أن المراهقات "المشحونات بالهرمونات" قد خيمن لمدة 12 ساعة أو أكثر كي يلمحنه فقط. إذا كان دي كابريو قد أحدث فوضى في العرض الأول لتيتانيك في لندن، فقد ترك فوضى واضحة في أعقابه عندما وصل الفيلم إلى طوكيو. ذكرت إحدى المحطات الإخبارية الأميركية عن التدافع: "بدت الشوارع كما لو أن وحش غودزيلا كان يندفع فيها مثل المجنون".
ما الذي حصل بعد ذلك؟ هل سيفسد النجاح دي كابريو؟ كيف ستتطور مسيرته المهنية عندما كانت صور وجهه تغطي الجدران فعلاً في جميع أنحاء العالم؟ كانت هذه الأسئلة التي أقلقت حتى معجبيه.
لا يبدو أن الإخلاص المجنون لمعجبيه الشباب كان يزعج الممثل نفسه، في الأقل في البداية. قال دي كابريو في بدايات مشواره، "إنه أمر ممتع... لطيف ومنعش". كانت ملاحظة ساذجة، فسرعان ما أصبح هذا المستوى من الاهتمام لا يطاق. كان دي كابريو رجلاً لافتاً. تحدث عن قلقه عندما كان يستيقظ في غرفة الضيوف في منزل والدته، حيث كان لا يزال يعيش في لوس أنجليس، ليكتشف وجود عديد من سيارات الدفع الرباعي المتوقفة أمام المنزل والمليئة بمصوري المشاهير المصممين على التقاط صورة له. قال باستياء محير: "استمروا في ملاحقتي... في كل يوم من أيام حياتي".
أصيب رواد السينما بالإغماء بسببه، وشاهد كثيرون تيتانيك مرات عدة، على أمل أنهم لو شاهدوه بما يكفي ربما سينجو البطل من السفينة الغارقة في النهاية. في أحد المشاهد الشهيرة للفيلم، يسند جاك، الذي يجسده دي كابريو، ذراعه على باب يطفو فوق مياه المحيط الأطلسي المتجمد بينما تستلقي حبيبته روز، التي تلعب دورها كيت وينسلت، فوقه منتظرة إنقاذها. زادت وفاته نتيجة انخفاض حرارة الجسم على الأرجح سحره الرومانسي. بالكاد بدأت مسيرته المهنية، لكن يمكن القول إنه كان بالفعل أكبر شخصية مشهورة في العالم. لم يكن دي كابريو حتى ممثلاً لديه خبرة، فقد بدأ مسيرته المهنية على الشاشة الكبيرة عام 1991 مع دور في فيلم الرعب الخيال العلمي الكوميدي "كريترز 3" Critters 3، حيث كان يظهر في مشاهد مشتركة مع كائنات غامضة آكلة للحوم من الفضاء الخارجي. كانت له تجارب كثيرة في التلفزيون. الدور الذي يعتبره أول عمل سينمائي حقيقي هو شخصية الشاب جاك في فيلم الإثارة الشهواني "آيفي السامة" Poison Ivy المثير للجدل الصادر عام 1992 من بطولة درو باريمور وسارة غيلبرت. الفيلم الذي يدور حول علاقة صداقة بين مراهقتين تتحول إلى عداوة، تناول مواضيع السحاق وسفاح القربى والانتحار وتعرض للهجوم في مهرجان صندانس السينمائي لكونه غير لائق سياسياً [أي يتضمن إساءات لأفراد مجموعات معينة في المجتمع]. للأسف، خلال عملية المونتاج، استبعد المقطع الذي أداه دي كابريو.
في حديثها إلى "اندبندنت" هذا الأسبوع، أصرت كات شاي، مخرجة "آيفي السامة" على أن اجتزاء دور دي كابريو من الفيلم لم يكن قرارها، فقد كانت معجبة به بشدة. تتذكر، "كان دور [الفتى] لشخص يتنمر نوعاً ما على الشخصية التي لعبتها سارة غيلبرت. لم أستطع أن أقرر الممثل الذي سأسند إليه الدور. كان دوراً صغيراً جداً ولا يتجاوز بضع جمل. حضر ليوناردو وقدم قراءة للدور ولم يكن مناسباً له، لكن ما أعرفه تماماً هو أنني أردت هذا الشاب في فيلمي... لقد كان جذاباً فوق التصديق". كان دي كابريو ألطف بكثير من أن يلعب دور متنمر. تقول شاي، "لا يمتلك ليوناردو صفات وضيعة". كان لديه مونولوغ طويل يهين فيه شخصية غيلبرت، لكنه حذف.
تتابع المخرجة، "لقد أحببته ببساطة. حاولت إبقاءه في الفيلم. حاولت الاحتفاظ بحواره في الفيلم لكن في النهاية تجاوزني المدير التنفيذي في شركة "نيو لاين" [المنتجة للفيلم] وأجبرني على حذفه. لم أتفق مع ذلك لدرجة أنني أبقيت على اسمه في شارة النهاية على رغم أن دوره حذف. اعتقدت، أنني أريده أن يأخذ حقه".
في حفل الانتهاء من التصوير، كان على شاي إخبار ليو أن دوره حذف. تقول، "كان ذلك مؤلماً، مفجعاً حقاً. اعتقدت أنه كان رائعاً".
على رغم هذا التراجع المهين، اتضح أن شاي كانت محقة حيال قدرات دي كابريو النجومية من خلال أدوار البطولة التي حصل عليها في الأفلام اللاحقة التي صدرت بعد عام واحد فقط. في دراما السيرة الذاتية "حياة هذا الصبي" This Boy's Life عام 1993، قام ببطولة دور ربيب روبرت دي نيرو، الكاتب توباياس وولف، الذي يستند الفيلم إلى مذكراته، وفي الدراما الرومانسية "ما الذي يضايق غيلبرت غريب" What's Eating Gilbert Grape الصادر عام 1993. حصل دي كابريو الذي كان في التاسعة عشرة من عمره فقط، على أول ترشيحاته لجائزتي الأوسكار وغولدن غلوب لأفضل ممثل في دور ثانوي عن شخصية "أرني" الأخ الأصغر لجوني ديب في الفيلم، الذي يعاني صعوبات عقلية.
بشكل عام، عندما يصل الممثلون إلى هذا المستوى من الشعبية يبدأون بالانحدار بعد ذلك. على عكس كل التوقعات، دي كابريو البالغ من العمر الآن 48 سنة، تابع صعوده الفني. منذ نجاح تيتانيك، حصل على عدة ترشيحات لجوائز الأوسكار. وأصبح كذلك منتجاً له سمعته من خلال شركته "أبيان واي"، التي أنتجت سلسلة من الأفلام الوثائقية البيئية التي لقيت استحساناً مثل "قبل الفيضان" Before the Flood سنة 2016، حول تهديد تغير المناخ، و"نظرية مؤامرة الأبقار" Cowspiracy سنة 2014، الذي استكشف تأثير الزراعة الحيوانية على البيئة.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech