لاجئ عراقي: تعرضنا للتعذيب في المنطقة «المحرمة» بين لاتفيا وبيلاروسيا
31-آب-2022
بغداد ـ العالم
تعرض لاجئ عراقي للتعذيب أثناء عبوره المنطقة الحدودية بين لاتفيا وبيلاروسيا، حيث صعقوه بالكهرباء، واضطر لأكل الحنطة، وقضى أياما طويلة في العراء، لكنه في النهاية استطاع العبور نحو ألمانيا كطالب لجوء.
وواجه حسين، وهو من مدينة الناصرية، الموت بحثا عن حياة آمنة في أوروبا، حيث قامت القوات الحدودية للدول الأوروبية الثلاث التي عبرها بتعنيفه، وسط إصرارها على رفضه كلاجئ. وكشف حسين خلال حديثه لقناة black box على موقع يوتيوب، تفاصيل رحلة صعبة خاضها منذ وصوله إلى بيلاروسيا حيث اصطدم بمعاناة كبيرة ومخاطر كاد أن يفقد حياته خلالها.
ويقول حسين: ”لم تراودني بالسابق فكرة الهجرة، غير أن تعرضي للتهديدات أكثر من مرة جعلني أفكر في ذلك وأسلك هذا الطريق“.
وكغالبية اللاجئين، جذب طريق الهجرة الجديد بين بيلاروسيا ودول الاتحاد الأوروبي حسين، وكانت العاصمة مينسك نقطة البداية لرحلته.
ويشير حسين: ”من مينسك تنقلنا إلى ليتوانيا عبر عبور الحدود والغابات، وكانت ترافقنا عائلة لاجئة مع أطفالهم“. وقرر حسين والمجموعة التي ترافقه المكونة من 9 أشخاص التوجه نحو بولندا، وذلك بعد أن أمسكت بهم الشرطة الليتوانية. ويضيف: ”عبرنا الحدود ليلا، لكن لم يكن لدينا أي خط دولي للتواصل مع مهربين أو مع سيارات الأجرة لنقلنا إلى ألمانيا“.
وللمرة الثانية، تنبهت لهم الشرطة لتعيدهم مرة أخرى للحدود بسبب أصوات وبكاء الأطفال الذين كانوا يرافقونهم. وقرر حسين بعد أن باءت محاولات العبور على طريق بولندا بالفشل، أن يطرق باب لاتفيا، غير أنه صدم بالسيناريو الأسوأ، حيث تم طرده ليجد نفسه في المنطقة المحرمة بين حدود تلك الدول الأوروبية الثلاث.
وقضى حسين أياما قاسية وواجه معاناة حقيقية في تلك المنطقة، حيث أنهكه الجوع والعطش وبقي في العراء، فيما تمسكت كل دولة برفض استقبالهم.
واضطر لأن يأكل من الحنطة ويشرب من المياه الآسنة ويقضي حاجته لمدة 15 يوما في العراء مع معاملة قاسية حيث تقوم الشرطة بتعذيبهم.
ويسرد: ”لقد عذبونا حتى نزل الدم من أجسادنا، شربنا من ماء الطين والحفر وأكلنا الحنطة، كما قاموا بتحطيم هواتفنا”. وقامت الشرطة بإعادتهم مرة أخرى لحدود بولندا وبقيت تراقبهم من بعيد، فيما تمكنوا من الوصول إلى قرية صغيرة. ويشرح: ”بعد أن ظلينا نمشي 3 أيام متتالية عبورا بالغابات، وصلنا قرية واشترينا شريحة هاتف حتى نتصل بأهالينا“.
وأردف: ”شعرت باليأس وأخبرتهم برغبتي في العودة للعراق، وأن يساعدني في ذلك بإرسال الأموال“.
واستدرك: ”لكن حين نجح أصدقائي في الوصول إلى ألمانيا بتنسيق مع مهرب وسائق تاكسي، عاد إلي الأمل من جديد“. وبعد شهر من العذاب حيث تقاذفته حدود ثلاث دول أوروبية رافضة إيواءه أمام فشله في التسلل لألمانيا، اتفق حسين مع مهرب لنقله إلى ألمانيا.
ويلفت إلى أن ”المهرب أرسل لهم نقطة العبور إلى ألمانيا، ونقطة التحميل وأين ستصلهم السيارة لتحملهم إلى الحدود البولندية- الألمانية“.
ويتابع: ”أوصلتنا السيارة إلى الجسر الحدودي، والذي عبرناه نحو ألمانيا“.
وتنقل حسين بعد أن استجوبته الشرطة إلى الكامب، حيث ينتظر موعد إجراء مقابلة اللجوء.
ورغم مخاطر الرحلة إلى أوروبا والتي كلفته 2500 دولار، يعتقد أنها ”أرحم مما يعانيه في وطنه“.
وخلص بالقول: ”الرحلة إلى أوروبا تستحق، لا يوجد مستقبل بالعراق، لكن ما أنصح به هو عدم اصطحاب الأطفال والنساء للمعاناة والمعاملة السيئة لنا كلاجئين“.