مجلة «السينمائي» تحتفي بعشريتها الأولى وتسجِّل حضورها الباذخ محليًا وعربيًا وعالميًا
16-تشرين الثاني-2022
بغداد - العالم
صدر في بغداد العدد العاشر من مجلة "السينمائي"، وهي مجلة شهرية مستقلة تُعنى بشؤون السينما العراقية والعربية والعالمية. وقد تضمّن هذا العدد موضوعات مهمة أبرزها ملف الفيلم الوثائقي الذي اشتمل على خمس مقالات حيث كتب الأستاذ عبدالعليم البناء "الفيلم الوثائقي . . شاهد وتأريخ ورؤى" بينما تناول د. صباح مهدي الموسوي عنوانًا مُشابها لعنوان البنّاء لكنه مختلف في الطرح والتناول والمعالجة وهو "الفيلم الوثائقي شاهد وتاريخ". كما عزّز د. صالح الصحن هذا الملف بمقال رصين أسماه "موضوع الفيلم الوثائقي". أما الدكتور سالم شدهان فقد كتب عن خيرية المنصور بوصفها "فارسة الفيلم الوثائقي في العراق" مُسلطًا الضوء على تجربتها الوثائقية والروائية في آنٍ معًا. واختتم الناقد السينمائي علاء المفرجي الملف بمقالٍ نوعي نحتهُ بصيغة استفهامية مفادها "عن أي وثائقي نبحث؟"
استهلّ رئيس التحرير أبواب المجلة بافتتاحيته المُعنونة "نحو دعم أوسع من الشركاء الستراتيجيين" وطالب فيها الجهات المعنية بتوفير مقر دائم لمحرّريها وروّادها. يتناول المؤرخ السينمائي مهدي عباس "أفلام الأنيميشن الطويلة في الوطن العربي"، وسيكتب أيضًا مقالاً آخر عن "المرأة في السينما العراقية 2021". فيما يركز الناقد السينمائي اللبناني محمد رضا على "ديناصورات سبيلبيرغ". ويكتب المخرج والناقد سعد نعمة في بابه الثابت "سينمائيون عراقيون" عن مدير التصوير خالد أبو زهرة. ويرصد الناقد عماد النويري "السينما في الكويت بدايات وأسئلة" ويتوصل إلى أنّ "أبناء السندباد" بداية تاريخ التصوير السينمائي، و "بس يا بحر" أول فيلم روائي طويل. فيما يتناول ذو الفقار المطيري "البناء الفني للأنساق السمع بصرية في الفيلم الأثنوغرافي". كما كتب الناقد علي جبّار عطية عن (ملامسة الوجع الإنساني وانتصار الحياة في الفيلم السوري "دمشق حلب"). أمّا الناقد نزار شهيد الفدعم فيتناول بالعرض والتحليل فيلم "الإفطار الأخير" للمخرج السوري عبداللطيف عبدالحميد. فيما يتناول كاتب هذه السطور فيلم "الجدران الأربعة" للمخرج الإيراني بهمن قبادي ويصف هذا الفيلم بالتحفة البصرية التي لم تُفسدها الإيحاءات السياسية. وفي باب "ذاكرة السينما العراقية" نقرأ للدكتور علي محمد هادي الربيعي مقالاً عن الفيلم العراقي المعنون بـ "النهضة العراقية" لمصطفى القاضي الذي قُدم في معرض نيويورك العالمي. يقرأ الدكتور عقيل مهدي يوسف كتاب "الفيلم السينمائي بين التجريب والتأويل" لنزار شهيد الفدعم. ويترجم علي سالم مقالا لپولا فالين عن "الفوتوغرافي العراقي محمد ديجان على خُطى الفنان البرازيلي العالمي الشهير سيباستيانو سلغادو". كما يقرأ صباح محسن موسى كتاب الناقد د. سلمان گاصد الموسوم بـ "المرآة والصورة . . قراءات سينمائية". ويكتب الناقد السينمائي صلاح سرميني في "رسالة باريس" عن "لعبة الجثث الرائعة"، كما يتناول "ماكس بيكاس، ملك الأفلام الهابطة"، ثم يتطرّق إلى موضوع "الڨيديو آرت" وفقًا لقاموس لاروس، ثم يعرِّج على كتاب "رغبات السينما منذ عام 1971". وتتابع د. ورود ناجي أخبارًا منوعة من بينها إسناد جائزة أفضل ناقد سينمائي لزياد الخزاعي من قِبل مركز السينما العربية في مهرجان "كان" السينمائي لسنة 2022م. وتوثِّق علياء المالكي صناعة السينما العراقية. كما تسلط الضوء على رفض الفنانة نبيلة عبيد على تجسيد قصة حياتها سينمائيًا. وتكريم الفنانة هالة صدقي في مهرجان الأقصر الـ 12، وغيرها من أخبار النجوم العالميين. ويختم العدد نقيب الفنانين العراقيين، د. جبّار جودي بمقالة مميزة عنوانها "الفنون إعداد لمستقبل مختلف". تسلّط "السينمائي" كدأبها الضوء على على بعض المهرجانات العربية والعالمية مثل الدورة الـ 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والدورة الـ 79 لمهرجان البندقية السينمائي، وثمة تقارير ومتابعات لأسابيع السينما الإيرانية والسورية في بغداد وتكريم لعدد من الفنانين العراقيين والعرب والأجانب.
اعتدنا في كل عرض لعددٍ جديد أن نقدِّم بعض الملحوظات التي تقوِّم هذه المجلة المتخصصة سواء في طبيعة المقالات النقدية ومضامينها الفنية والفكرية المتنوعة. وفي كل عدد كنّا نغضّ الطرف عن الأخطاء اللغوية والنحوية والصرفية وكنّا نتمنّى على هيأة التحرير الموقرة أن تلتقط هذه الأخطاء والهنات اللغوية وتصححها خاصة وأنها قليلة ولكننا أحيانًا لا يمكن أن نسكت على هذا القليل الذي يستفزُّ ذائقة القارئ ويزعجها ولكننا سنكتفي بذكر الخطأ من دون الإشارة إلى اسم الكاتب وهم، من قبلُ ومن بعد، أصدقاء، وأحبّة، وشركاء في الهمّ النقدي السينمائي، وأتمنى أنّ الوقوف على المثالب والأخطاء، لا يُفسد للودّ قضية. وبما أنّ هذا العَرض لا يسمح بالاستفاضة فسنتوقف عند بعض الهنوات وأولها (الخيال الجانح) وهذا ليس خطأً مطبعيًا لأن الكاتب كرّر عبارة (جنوح الخيال) وصوابهما هو على التوالي(الخيال الجامح)(ص8) و (جموح الخيال)، وجمحَ تعني ذهبَ به بعيدًا. وفي الصفحة ذاتها نقرأ (ليهدأ من روع) والصواب هو (ليهدّئ من روع). ويقول كاتب آخر (اشتغل عدد كثير)(ص15) والصحيح هو (عدد كبير)، كما يكرّر الباحث نفسه كلمة "أغلبها" والصواب طبعًا هو "غالبيتها". وفي مقال لناقد آخر نقرأ ثلاثة أخطاء متتالية ترد في جملة واحدة وهي "تحمل في طيّ فكرها زنبيل ووعاء لا يمتلأ" والصواب هو "زنبيلاً ووعاءً لا يمتلئ". وأوردَ أحد أصدقائي الخُلّص كلمة (إنموذج) (ص17) أكثر من مرة والصواب هو (أُنموذج) الذي يعني العيّنة أو المثال الذي يُقتدى به. يتحدث ناقد عربي عن الفيلم الروائي الطويل (ص41) الذي يتجاوز (توقيته) الـ 59 دقيقه، بينما كلمة (مدتهُ) هي الأنسب في هذا السياق. يستعمل مترجم صياغة (لا يعرفان بعضهما البعض) (ص54) والصواب أن نقول (بعضهما بعضًا). كما يصوغ في الصفحة ذاتها عبارة (الرجل الضاحك بلا أسنان) وكلمة (الأدرد) هي الأنسب في هذه الحالة. ولا ننسى في خاتمة هذا العرض أن ننوّه بأنّ كلمة (الستراتيجي) التي استعرناها من اللغة الإنگليزية تكتب على وفق الرسم الإملائي الآتي وهو (الإستراتيجي) وليس (الستراتيجي) كما لمحناها في الصفحة الأولى من مجلتنا الأنيقة التي أنهت عشريتها الأولى وهي تسجِّل حضورها الباذخ محليًا وعربيًا وعالميًا.