مشرحة في جزيرة يونانية تستقبل جثث عشرات المهاجرين شهريا
8-تشرين الثاني-2022
بغداد ـ العالم
هناك 19 جثة محفوظة في مشرحة جزيرة ليفيرتيس اليونانية، ويسعى ذوو أحد ضحايا غرق قارب المهاجرين في اليونان (كان اسمه زانا) لاسترداد جثته المحفوظة في مشرحة بالجزيرة، ولكن على عائلة زانا أن تؤمن تذكرة الطائرة قبل تسلم الجثة لإعادتها إلى إقليم كوردستان.
لا يستطيع كل ذوي الضحايا الذهاب لتسلم جثث الضحايا، مثلما فعلت عائلة زانا، وتوجد في المشرحة جثة سيدة من شرق كوردستان، يقول مدير المشرحة إنه في حال تأمين تذكرة السفر بالطائرة، ستعفو المشرحة عن أجور نقل وحفظ الجثة كلها.
زانا قادر (41 سنة) كان يقيم في ألمانيا وكان يعرف خطر الطريق إلى أوروبا، ولديه ثلاثة أولاد يعيشون الآن في ألمانيا، لكن بعد ترحيله، حاول العودة إلى أولاده من جديد.
شاخوان ويسي، صهر عائلة زانا قادر، يقول: "كان زانا يعرف أنه سيسلك طريق البحر، لكن الأقوال التي سمعتها سلفاً مختلفة جداً عما أراه الآن، فقد كان يجري الحديث عن قارب من نوعية ممتازة لنقلهم، وهذا بعيد عن المنطق. ثم أن الذين كانوا يستقلون القارب أوكلوا إلى الموت بدون وسائل، فلم يكن في القارب أي وسيلة نجاة في حال وقوع حادث، وإلا لم وقع هذا العدد من الضحايا في حين لم يغرق القارب في مكان بعيد جداً عن شواطئ اليونان".
جثة زانا تحمل الرقم 13 بين 19 جثة محفوظة في مشرحة الجزيرة اليونانية.
لم يعثر إلا نادراً على أوراق ثبوتية مع الجثث، وإحدى الجثث لسيدة من شرق كوردستان، كتبت آية من القرآن على قصاصة ورق لتحفظها من خطر أمواج البحر، ولعدم وجود أوراق ثبوتية يجب التعرف على الجثث بواسطة العلامات الفارقة كالشامات وآثار الجروح وغيرها.
مدير المشرحة، كاديتيس ليفتيريس، يقول: "لا ندري من أين هم. غرقوا منذ العام 2008. لم يأت أحد للسؤال عنهم. انتظرنا 25 يوماً ولم يسأل عن هؤلاء أحد، فقررت البلدية دفنهم هنا".
ويتم شهرياً إرسال نحو 50 جثة للمهاجرين إلى مشرحة كاديتيس ليفتيريس، فيحفظها لفترة، وإذا لم يأت أحد للسؤال عنها، يضطر لإفراغ المشرحة منهم في الشهر التالي ويسلمهم إلى بلدية مدينة خالكي التي تدفنهم في قبر بلا عنوان يكون إلى الأبد مثوى المهاجرين الذين سلبتهم الوعود بالحياة الأوروبية كل أنوار الحياة.