مشهد دراماتيكي صامت
9-نيسان-2023
صباح الأنباري
الصامتون:
الشاب الأول/ الشاب الثاني الشاب الثالث والرابع والخامس والسادس/ مجموعتان من الشباب/ ذوو الهراوات القدامى/ ذوو الهراوات الجدد.
المنظر:
{على خشبة المسرح في أعلى وسط الوسط ثمة تمثال على قاعدة مرتفعة عن الأرض. التمثال يرتدي جبة، ويعتمر عمامة بلونين (أسود وأبيض) وفوق العمامة تاج من الذهب المرصع بالجواهر. تسلط عليه إضاءة رأسية بحزمة دائرية. قريباً منه ينتشر بعض الرجال المسلحين بالهراوات التي نصفها أبيض ونصفها الآخر اسود، وهم يرتدون الملابس السود، ولقلة الإضاءة يبدون كما لو أنهم مجموعة أشباح مخيفة}
يدخل الى المكان شابٌ في مقتبلِ العمر (الشاب الأول) يعلّقُ على كتفه الأيمن حبلاً مثل ذلك الذي يستخدمه متسلقو الجبال... يتقدمُ نحو التمثال بحذر شديد... يتلفّت يميناً وشمالاً وإذ يطمئن من عدم وجود أحدٍ ما يقترب من قاعدة التمثال... يلتصقُ بها، وبخفةِ القطِ ورشاقتِهِ يقفز مرتقياً إياها... يأخذ الحبلَ من كتفه ويجعل له في طرفه أنشوطةً مثل تلك التي يستخدمها رعاة البقر... يرمي الأنشوطةَ نحو رأس التمثال فيرتطم الحبل بالتاج... يسقط التاج... يتدحرج على الأرض محدثاً جلبةً وضوضاءَ ينتبه لها أصحابُ الهراواتِ... ينقضّون عليه ضرباً مبرّحاً حتى يسيل دمه، ويسقط مغشياً عليه... يسحلون الشابَ الى أسفل يمين المسرح، ويتركونه مضرجاً بالدماء، وينسحبون الى مواقعهم في الظلام.
يمدُّ رأسَهُ، من خلف الستار، ملتفتاً يمنةً ويسرةً شابٌ آخر (الشاب الثاني) يستطلع المكانَ بدقةٍ ثم يتقدم نحو التمثال بحذرٍ شديد... يقفُ أسفل التمثال... يلتفت للمرة الأخيرة، وإذ يتأكدُ من خلوِّ المكانِ يقفزُ متسلقاً قاعدةَ التمثال... يتناول الحبلَ ويرمي به نحو التاجِ المرصعِ بالجواهرِ فيسقط التاج... يتلقفه الشاب... يحتضنه... يضعه داخل كيس ويهم بالابتعاد عن التمثال... يفاجأ من حيث لم يحتسب بواحد من أصحاب الهراوات، فيتراجع الى الخلف حتى يمس ظهره جدار قاعدة التمثال، ببطء وحركة شيطانية يخرج أصحاب الهراوات من أماكنهم المظلمة ليحيطوا به وعلى حين غرة ينقضّون عليه بهراواتهم ضرباً مبرحاً فيسقطُ مغمى عليه... يسحلون جسمه وهو ينزف الى أسفل يسار المسرح، ويتركونه ثم ينسحبون... يتحلقون حول قاعدة التمثال... اثنان أو ثلاثة منهم يصنعون من أجسادهم سلّما يتسلق درجاته واحد من أفراد المجموعة... ينصب في مكان خفي جهاز إنذار مبكر ثم ينزل السلم ومع جماعته يذهب الكلّ إلى مواقعهم المظلمة.,, تنطلق موسيقى حزينة ومنذرة بشؤم قادم. يدخلُ الى المسرح شابٌ آخر(الشاب الثالث) يقف في منتصف الطريقِ، وبعد التأكد من خلو المكان يلتفت الى الخلف، مشيراً لجماعته بالتقدم فيتقدمون... ينطلق بخفة نحو التمثالِ، وبخفة أيضاً يرتقي قاعدته المرتفعة... يناوله أحد أفراد المجموعة حبلاً، يرميه نحو التمثال فينطلق صوت جهاز الإنذار... يرتبك الجميع... يقفز الشاب من على قاعدة التمثال مرتبكاً، ويهمُّ الكلُّ بالفرارِ لكن أصحاب الهراوات يقطعونَ عليهم طريقَ الهربِ ملوحين لهم بهراواتهم فيتراجعونَ إلى الوراء مرعوبين ومنكسرين... ينقضُّ أصحابُ الهراوات عليهم بالضربِ المبرّحِ فيتساقطون الواحد تلو الآخر مضرجين بالدماء. ينقسمُ أصحابُ الهراواتِ على قسمين... ينفرد عنهما اثنان يقتربان من اثنين من الشبان السابقين ويبدأ كلٌّ منهما بضرب الشابين ضرباً بلا رحمةٍ أو شفقة بينما يتحرك البقية نحو المجموعة الساقطة على الأرض ويسوقونَها بالهراواتِ كالخراف الى جهة يمين المسرح... ينسحبون بشكل نظامي الى أماكنهم المظلمة... يرتفع صوتُ مصحوبُ بالموسيقى الحزينةِ لعدة لحظاتٍ قبل أن تدخل مجموعة أخرى يتقدمهم شابٌ أيضاً (الشاب الرابع) يرتقي قاعدةَ التمثالِ بقفزة واحدة. يناوله أحد أفراد مجموعته حقيبةَ العدّة... يفتحُها يأخذ منها بعض الأدوات، ويبدأ محاولتَهُ قطعَ أحد أسلاك الجهاز الإنذاري... ينجح في تعطيل الجهاز بينما يتوقف الكلّ عن الحركة منصتين ومترقبين صوت المنبه الذي توقف بشكل تام وأيديهم لا تزال على آذانهم المصغية... يحمل الشاب السلك ملوحاً به لمجموعته بفخر لتطمئن قلوبهم. يناوله أحدُهم حبلاً. يلفُّ الحبلَ حول خاصرةِ التمثال، وبفرحٍ يقفزُ الى الأرضِ، وأذ تصدمُ قدماه الأرضَ يفزُّ الجميع... يسرع الشاب الى الحبل... يحاول سحبَ التمثال ولا يتمكن من إسقاطه. يلتفتُ الى مجموعتهِ التي لا تزال جامدة مرعوبةَ ومتوقفة عن أي حراك... يشيرُ عليهم بالسحب معه... يترددون أول الأمر لكنهم ينضمون إليه... يمسكون الحبلَ وقبلَ أن يُسقطوا التمثالَ ينقضُّ عليهم أصحابُ الهراواتِ بالضرب المبرّحِ فيتساقطون الواحد تلو الآخر ثم يسوقونهم إلى أسفل يسار المسرح كما تساقُ الأغنام... ينتقلون إلى المجموعة السابقة ويبرحونهم ضرباً، ويجبرونهم على الوقوف فيقفون... يسلّم فريقٌ من أصحاب الهراوات القدامى للمجموعةِ هراواتهم ويأمرونهم بالجلوس... يغادر أصحابُ الهراواتِ القدامى جميعاً الى خارج المكان ويختفون في المنطقة الظلماء... تستلقي مجموعة حاملي الهراوات الجدد من شدة التعب وتأخذها سنةٌ من النوم.
يتسللُ الى المسرح شابٌ في مقتبل العمر أيضاً (الشاب الخامس) يستغل إغفاءة الكلّ فيتقدمُ نحو التمثال، وقبل أن يرتقي قاعدته ينهض حاملو الهراوات الجدد منقضين عليه ضرباً وركلاً وهم يتوجسون خيفةَ من مداهمةِ أصحابِ الهراواتِ لهم على نحوٍ مفاجئ، وإذ يتأكدون من عدم مجيئهم يعودون إلى أماكنهم بارتياح... ينامون وقبل أن يغفوا يدخلُ شابٌ آخر (الشاب السادس). يتوجهُ نحو التمثالِ، وقبل أن يصل إليه يهاجمونه بالضربِ حتى يسقط مضرجاً بدمائه. ويسوقونه مثلما فعل أصحابُ الهراواتِ القدامى إلى حيث توجد المجموعة الثانية... يتركونه وينامون باطمئنان.
يستغل الشاب الأول إغفاءتهم فيتوجه إلى التمثال غير مبالٍ بهم. يرتقي قاعدته ويشد الحبلَ حولَ خاصرةِ التمثال وينزل من على القاعدة بسهولة دون أن يحدث ضجيجاً. يمسكُ الحبلَ، ويبدأ بسحب التمثال لكنه لا يستطيع زحزحته، ينتبه له الشاب الثاني من المجموعة الثانية يرى الجميع نائمين فيهرع إلى الشاب الأول ويبدأ السحب معه لكنَّ التمثالَ لا يتزحزح من مكانه. يستيقظ الشاب الثالث وينظمُ إليهم. يتبعه الرابع والخامسوالسادس. يبدأ التمثال بالترنحِ. يسقط التاج من على رأسِهِ فيفزُّ حاملو الهراوات الجدد وينقضون على الشبابِ الخمسة ضرباً لكنَّ الشبابَ يصرّونَ على الاستمرارِ رغم دمائِهم التي بدأت تلطخُ ملابسَهم كلّها، وكلما ازدادَ الضربُ كلّما ازدادوا حماساً وإصراراً حتى يستكين حاملو الهراوات الجدد، وينظمون إليهم واحداً بعد الآخر... يدخل أصحابُ الهراوات القدامى مسعورين على حين غرة... ينقضّون على الكلّ ضرباً وركلاً لكن الكلّ يظلّونَ متمسكين بالحبلِ حتى يسقطُ التمثالُ... ينقضّون عليه بالهراوات ضرباً وتكسيراً. يحاول أصحابُ الهراواتِ القدامى التقاطَ التاجِ المرصّعِ بالجواهر الثمينةِ لكنَّ الشبابَ يمنعونهم، ويلتفّون حولَهم مهددين إياهم بالهراوات... يركل بعض الشباب التاج بقوة، يركلونه حتى يتحول إلى قطعة مشوهة مثل ورقة مدعوكة بقوة... يتقدمون من أصحابِ الهراوات ويشرعون بمهاجمتهم لكن أصحاب الهراوات يفرّون إلى خارج المسرح. يصطفُ الكلّ أمام جمهور النظّارةِ وهم يرفعون الهراوات ويلوّحون بها بزهو وانتصار ثم يخرجون ليدخلوا مرة ثانية، ولكن مع الممثلين جميعاً بعد أن تخلّوا عما تبقى لهم من الهراوات ليحيّوا جمهور النظارة تحيةً بها يختتم عرضَ المشهد الدراماتيكي الصامت.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech