رعد كريم عزيز
دأبت جمعية التشكيليين العراقيين على تنفيذ برنامجها السنوي فكان المعرض السنوي المشترك لمعرض الخزف لعام 2024 حافلا بالحداثة وتنوع التوجهات في غاية غير بعيدة عن الابتكار رغم الكثير من الصعوبات التي تواجه الفنان العراقي في التحضير لاعماله الفنية التي تتطلب امكانات يواجهها لوحده بعيدا عن المؤسسات الداعمة فان كانت الجمعية تحسن الاحتفاء وتهيئة قاعة العرض وطبع الفولدر بابهى اناقة واهتمام, فان الفنان يحتاج –كما جاء في مقدمة الفنان قاسم سبتي – الى الكهرباء المستمرة ومادة الطين المناسبة ومواد التزجيج كي ينفذ افكاره ,ولكن مع هذا السيل الجارف من العراقيل ياتيك الطين دافئا بالالوان والكتل مقتربا من عالم النحت ليدفع عنه تهمة الاهتمام بالزينة فقط بعد ان غادر وظيفته الاساسية التاريخية العتيقة باعتباره اناءَ للاستعمال اليومي في القدم.
واتخذ الفولدر بلونه الفيروزي عمل الفنان ماهر السامرائي الذي يشير الى الاناء والى المسكوكة المزينة بالكتابات الدينية والتراثية.
والمثير للانتباه هو حضور العنصر النسوي في هذا الفن وبقوة فنية حيث ساهمت الفنانات(اطياف علي و دانا صلاح الدين و رجاء بهاء الدين وشيماء حمزة وندى عسكرونسرين الجميلي وهناء معله و وفاء الراوي و ورقاء فيصل) فيما ساهم الفنانون من جميع الاجيال ( ابراهيم الصائغ وادريس صابر وامير حنون وبشار العبيدي وبشار خليل وتراث امين وجبار الساعدي وحسين غالب وحسين كامل وحيدر رؤوف و حيدر مجهول وخالد جباراسود و ورشيد الخزاعي ورعد الدليمي و وسامر الكردي و سعد العاني وسلام جميل وسيف الدليمي و وشنيار عبد الله و وطه حنش وعقيل مزعل و علي خالد و وعلي صالح وعلي قاسم وقاسم حمزة و قاسم نايف و وماجد الرفيعي وماهر السامرائي و ومحمد شاكر و مصطفى جواد ونبيل مع الله ). ومن الامور اللافتة للنظر الحضور الكبير وبقوة واضحة لفناني بابل والذين اشار اليهم الفنان قاسم سبتي باعتبارهم موجة جديدة فاعلة في مشهد الخزف العراقي والذين اسهموا سابقا في معرض وورش جمعية التشكيليين فرع بابل ويبدو ان طين بابل الاثري له دالة على هذا الفن العريق.
والملاحظة العامة في هذا المعرض هي الابتكارات الحديثة خارج وظيفة الخزف التقليدية والتنافس في الابتكار الانشائي باندفاعة مدهشة عند الرواد والشباب وهذا ما يبشر بمستقبل كبير للخزف العراقي وامكانية حضوره بالاحجام الكبيرة في الساحات العامة دون الاقتصار على القاعات الفنية.
واقدمت الهيئة المشرفة على لمسة وفاء باستذكار الفنان الراحل طه حنش بعمله الفني اضافة الى صورة تذكارية مصاحبة للعمل والهيئة ممثلة بقاسم سبتي مشرفا عاما وسمير مرزة مديرا فنيا وشنيار عبد الله وماهر السامرائي وقاسم حمزة وسعد العاني لجنة لاختيار الاعمال وصباح حمد ومراد ابراهيم وسارة محمد وجمعة شمران منظمين للمعرض.
وملاحظة اخيرة جديرة بالتذكير ان طريقة الاستقبال والعرض والضيافة وتعليق التمر في حديقة الجمعية واحدة من الابتكارات الفنية التي تليق بالاهتمام بالفن وفضاءات اشتغالاته وهي ميزة تنفرد بها جمعية التشكليين العراقيين في المركز العام.