مـن وحـي القـرآن الكريـم
29-نيسان-2023
ا.د. عزيز المطلبي - كلية المنصور الجامعة
الآية التي ورد فيها اسم "أحمـد" و الآيات التي ورد فيها اسم "محمـد" صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ورد اسم (أحمد) مرة واحدة في القرآن الكريم حين بشر به عيسى ابن مريم (عليه السلام). أما اسم (محـمد) فقد ورد في اربع آيات من سور القرآن الكريم وهي الآية (144) من سورة آل عمران والآية (40) من سورة الاحـزاب و الآية (2) من سورة محمـد والآية (29) من سورة الفتح.
ففي الاية السادسة من سورة الصف يرد اسم (أحمد): {واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل إني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبيـن.} وفي سورة آل عمـران ، يعـلـن القرآن الكريم ان محمدا رسول جاءت من قبله رسل ، محذرا في استفهـام إنكاري من رجوع الناس إلى ما كانوا عليه من الكفـر والضلال في حالة موته أو قتله : { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسلُ أفإن مات أو قُتلَ انقلبتم على اعقابكم ومَن ينقلب على عقبيـه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكـريـن}
وكذلك تعلن الاية (40) في سورة الاحـزاب ، في أدق معانيها، أن محمدًا ليس أبا احد أو ، على نحو أدق، ليس ابا ربيبة زيد فلا يحرم عليه الزواج من زينب بنت جحـش، زوجة زيد التي طلقها. كما تُفصح الآية انه لا نبي بعده فهو خاتم الانبياء: {ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليماً.{
وفي الآية الثانية من سورة "محمـد"، إشارة إلى الذين آمنوا اي إلى المهاجرين والانصار "أنهم وقد آمنوا بما نُزّل على محمد اي بالقرآن فإن الله سيغفر لهم ما عملوا من سيئات وسيصلح بالهم أي وسيسعدهم. {والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نُزّل على محمد وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم و أصلح بالهُم.}
أما الآية التاسعة والعشرون من سورة الفتـح ، فتعلن ، صراحة ، أن محمدًا و أصحابه غلاظ على من كفر ولكنهم متوادون في ما بينهم وتصف حالهم بالانصراف إلى عبادة الله حتى ليرى المرء آثار السجود "في وجوههم"ثم تتحـدث الآية عن قوة مناصري رسول الله وكثرتهم بما يغيظ الكافرين فتشبههـم بالزرع الذي استوى على أصوله وقـوي وقد وعـد الله الذيـن يعملون الصالح من الاعمال من اصحاب رسول الله الاجر العظيم وهو أن يحشروا في جنة الخلد: {محمد رسول الله والذين معه اشداءُ عـلى الكفار رحماءُ بينهم تـراهم ركعًا سجدا يبتغـون فضلاً من الله ورضوانا سيماهـم في وجوههـم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الأنجيل كزرع اخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الُزرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيـما}
يمكن حصر المعاني الرئيسة التي صاحبت اسم خاتم الأنبياء بصورتي (أحمد) و(محمّد) ص، بما يأتي:
1 – فإذ ورد اسم (أحمد) بكونه بشارة للوجود البشري في مسيرته نحو الكمال الإيمانيّ، فإن اسم (محمد) يشير إلى أنّ ديمومة الرسالة المحمديّة، ليست قائمة بوجود مبلغها، بل بجوهرها الذي أرسته تلك الرسالة،
2 - أن اسم محمد لا يتجه إبنسبته إلى مخصوص {ما كان محمد أبا أحد} بل إلى إطلاقه على العموم، ويتجلى ذلك الإطلاق بقوله تعالى {ولكن رسول الله} .
3 – لا تشي صفة محمد إلى ماهيتها بكونها عرضًا، كما هو حاصل في السلسلة التي تعاقبت عليها الرسل، رسول يأتي، وآخر يليه... بل هي الأصل الثابت في الأفق النوراني لفعل الخلق، المعبّرعنه بالختام الذي يجعل الرسالة المحمدية قائمة ما دام الوجود قائمًا، وفانيًا بأمر الله. و{خاتم النبيين}
4 – يرافق اسم (محمد) فعلُ الإيمان بما نزّل عليه، وهو الفعل العقليّ بالإدراك القلبيّ {وآمنوا بما نُزّل على محمد وهو الحق من ربهم} المُعبّر عنه (عن هذا الإدراك) بإصلاح البال.
5 – يرافق اسم محمد ظهور ثننائية (الإيمان والكفر)، وتفريعاتهما، الخير والشر، الهُدى والضلال، الشدة واللين، الغلظة والرحمة، وتوقيتيهما (الحياة الموت)، ومعادهما (الجنة والنار). { محمد رسول الله والذين معه اشداءُ عـلى الكفار رحماءُ بينهم} ليس اسم (أحمد) البشارة، و (محمد) الدليل النوراني إلا كتاب الخلق الذي يقرأ الخلق فيه مصير صيرورتهم، وكيينونة وجودهم.