بغداد ـ حيدر الشمري
لما يقرب من عام، قامت منظمة المسلة لتنمية الموارد البشرية بالشراكة مع لجنة الإنقاذ الدولية، عبر مركز التعافي الاقتصادي بتقديم عدد من البرامج والتدريبات، بهدف مساعدة العائدين من أهالي قضاء سنجار في محافظة نينوى، على استعادة حياتهم، ودورهم في الجانب الاقتصادي، خلال مرحلة ما بعد احتلال "داعش" وتداعيات الحرب ضد الارهاب.
وقال أحمد علاء مدير برامج في المنظمة لـ"العالم"، يوم امس، إن الأخيرة بتنفيذ ٩ تدريبات عن ادارة الاعمال الصغيرة، افاد منها 120 شخصا، وحصلوا على معارف في كيفية اعداد دراسة الجدوى لأعمالهم، واليات ادارة اعمالهم وافضل الطرق لتطويرها وتنميتها. كما حصل 90 من المتدربين على مبلغ مالي صغير، لافتتاح محالات ومشاريع ليكسبوا منها لقمة عيشهم.
وكانت هناك قصص نجاح متعددة لمشاريع افتتحت وتطورت، تقول باسمة (اسم مستعار) "تمكنت من تحسين حياتي بفضل التحول الكبير الذي حدث عندما ساعدني موظفو مركز حماية المرأة المعني بتقديم الدعم النفسي للنساء في التقدم إلى مركز التعافي الاقتصادي، الذي تدربت معه في إدارة الأعمال"، مضيفة "كان التدريب مفيدًا للغاية، وطور الكثير من مهاراتي، وعلى أثره تمكنت من افتتاح مشروعي الخاص". وبالفعل تعمل باسمة الان في مشروعها الخاص: متجر تسويقي صغير. تقول لـ"العالم"، إن "المركز دعم مشروعي بمنحة مالية لافتتاح متجر صغير بالقرب من منزلي". وتضيف أن "المشروع الذي فتحته بالرغم من صغر حجمه، لكنه سمح لي بالكسب القليل، وساعدني وأسرتي وأولادي في الحصول على مصدر رزق. جلب لي هذا المشروع السلام بعد كل ما حدث في حياتي، حيث أقضي الكثير من وقتي في بيع المواد الغذائية والحلويات المختلفة للناس".
وعلى جانب اخر، ذكر علاء أن 60 شخصا تلقوا تدريبا مهنيا متقدما عبر 4 دورات مهنية، تعلموا من خلالها اعمال الصيانة للحاسبات، وصيانة الموبايلات، واعمال الخياطة التراثية للزي الكردي، وصناعة الحلويات.
تقول سميرة (اسم مستعار)، في حديث لـ"العالم"، انها حصلت على "تدريب في مجال صيانة الحاسبات وتعلمت عددا كبيرا من المهارات في هذا المجال".
وتضيف، "اطمح الى افتتاح محل متخصص في صيانة الحاسوب والموبايل، لاجتذاب الفتيات الراغبات في إصلاح اجهزتهم"، حيث اكدت ان "الفتيات والنساء يوثقن اكثر بالفتيات لإصلاح اجهزتهم، حرصا على تلك الأجهزة ومعلوماتهم الحساسة فيها".
وقال أحمد علاء أيضا، ان 40 شخص حصلوا على تدريب مهني ميداني (معايشة مهنية) على يد أمهر اصحاب المهن، اكتسب من خلاله الشباب والفتيات حسب رغباتهم خبرات في مجالات مهنية متعددة.
وبرنامج المعايشة المهنية هو برنامج للتلمذة يقوم فيه المتدرب بالتدرب ميدانيا في موقع العمل لدى أصحاب مهن معينين لاكتساب الخبرات اللازمة للعمل في هذا الميدان.
يقول جلال (اسم مستعار) ان التصوير كان شغفه منذ ان كان طفلاً، وقد اتيحت له الفرصة بعد للتدرب على مهارات العمل.
كما عمل المركز خلال المدة السابقة على تقديم استشارات وظيفية في مجال التقديم على الوظائف وكتابة السير الذاتية وإجراءات المقابلات، حيث استفاد من هذه الخدمة 160 شخص من أهالي المدينة، وفقا لحديث علاء.
ومن اجل الربط أكثر بين مخرجات الأنشطة المنفذة، اقامت المنظمة معرضا لأعمال المتدربين الحاصلين على منح، سوقت خلال لمنتجاتهم وبضائعهم. كما نظمت معرضا آخر للوظائف جمعت فيه أصحاب العمل مع الحاصلين على التدريبات المهنية والاستشارات الوظيفية من اجل مساعدتهم على الحصول على فرصة عمل.
يقول أحمد "كل ذلك تم في مدينة تعيش ظروفا بالغة التعقيد، لكن عزيمة الفريق واصرارهم كان اقوى وأكبر، وهم يعملون من اجل الناس ومدينتهم – سنجار".