وزير الناس
4-نيسان-2023
عمار البغدادي
في قاعة كبيرة وأنيقة بوزارة الداخلية يلتقي الوزير عبد الأمير الشمري طبقات مختلفة وفئات متنوعة من النساء والرجال ومن اسر مختلفة تتوزع على اتجاهات الخارطة الخاصة بالداخلية العراقية.
يبدأ الوزير لقاءاته بالناس من الساعة الواحدة ظهرا وتستمر " مراجعاته" لأوراقهم ومطالبهم والاستماع لشكاواهم بهدوء كبير حتى الساعة الخامسة بعد الظهر .. هذا في رمضان المبارك اما في الأيام العادية فيبدا مشوار مراجعاته من الساعة الواحدة حتى الساعة السابعة مساءا .
الوزير الشمري مهموم بهموم الناس سواءا منتسبيه وابنائه في الوزارة ممن لديهم شكاوى ومطالب او الذين يترددون على ديوانه المفتوح في الوزارة لطرح المطالب الاجتماعية العامة .. الوزير الذي يبدا نهاره منذ الصباح الباكر في الالتزامات والاجتماعات وحضور جلسات الراي لاينتهي دوامه وهو المهموم بحاجات الناس عند تناوله الإفطار مع جهاز من أجهزة الداخلية بل يبقى مهموما بالامن مشغولا بهموم الناس حتى بعد انتهاء مرحلة "المراجعات"!.
كنت اسمع عن هذه اللقاءات وفي بعض الأحيان أشاهد جزءا منها على موقع التيك توك الدولي لكنني ومن باب الفضول الصحفي قررت الدخول الى قاعة الناس في وزارة داخلية الناس لرؤية مشهد المراجعات الوزارية لهموم الناس وكيف يتصرف الوزير الشمري مع هذه الاعداد الكبيرة من المراجعين !.
وجاء يوم اللقاء بوزير هموم الناس ودلفت الى المكان فكان في الصف الأول من قاعة الناس ضباط كبار يمثلون كافة الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية .. وسبب وجودهم عضوي ستراتيجي ديناميكي يتمثل بضرورة وجود الضابط المرتبط بملف المتقدم لمقابلة الوزير حين التدقيق بملف او مطلب يحمله رجل او امراة .. فاذا كانت المعاملة لها علاقة بقوات الرد السريع او الشرطة الاتحادية او النجدة استدعى الوزير ممثل الرد السريع او النجدة او الاتحادية لسؤاله عن الحيثيات والتفاصيل وكذا بقية الأجهزة الأمنية ولايلبث الملف سوى بضع دقائق ليكون جاهزا للإمضاء فيما سلسلة ارقام المواطنين تتوالى على لسان الموظف الخاص وهو يدعو التالي لمواجهة الوزير !.
مختلف الفئات بانتظار تاشير الموافقات والتسهيلات المالية المقدمة لهم عبر سياق مهم من الموافقات الإدارية الخاصة بالمعاقين والمحتاجين او الخاصة بمن لم يجد غير باب الوزير آخر أبواب حل مشكلته الإدارية المستعصية .. وهنا تبدا أسارير "المواطن" او المنتسب بالانشراح حين يصل الى الوزير المعروف بابتسامته المهذبة واسترساله العذب وقدرته الشخصية في امتصاص نقمة المواطن على الروتين الإداري القاتل .
عشرات المنتسبين رايتهم ينتهزون الفرصة لمقابلة الوزير الشمري من اجل استحصال منحة المليوني دينار عراقي وهي بادرة مالية لإعانة المنتسبين أولا والاهم من ذلك اشعار المنتسب ان ورائه وزارة تتفقد حاجاته الشخصية ومطالبه الخاصة وان لديه مرجعية يمكن اللجوء اليها في سد ثغرة معينة من حياته الشخصية لهذا تميز عهد الوزير الشمري ناهيك عن إنجازه الأمني اليومي بتوسيع مساحة الاهتمام بالمنتسب عبر الدخول على خط همومه الاجتماعية الخاصة .
من خلال مساعدة المعوزين منهم.
وزير الناس صفة ملازمة لهذا الوزير الذي يتأسى في تحمل مسؤولية الهموم من الرصيد التاريخي الكبير للائمة والقادة والمصلحين الذين جسدوا فكرة العلاقة بالناس وتحمل مسؤولية حلها .. ولن أكون مغاليا اذا قلت ان الوزير الشمري هو الأول من بين وزراء حكومة السوداني من يعمل على هموم الناس وتلبية حاجات الامة من خلال الاستيطان في الهم الاجتماعي وتفاصيله .. وذلك من خلال الربط الإلكتروني لشبكة مهمة من البيانات الخاصة بملفات الناس تبدا من مركز الشرطة وتمر عبر كافة المؤسسات الأمنية والقضائية ولا تنتهي عند استجابته السريعة لهموم الناس في القاعة الأنيقة المعدة لاستقبال الهموم قبل الناس واستقبال الناس لتلبية حاجاتهم وهو المدرك ان الدولة العادلة والمستويات الموضوعية للخدمة الوطنية تبدا من المواطن لتأسيس المناخ الخاص لمفهوم المواطنة.
الشمري الذي حجز مساحة لهموم الناس كل أسبوع بهدف حلها وايجاد العلاجات الموضوعية لها والتي تستمر لست ساعات متواصلة لن يترك هموم الناس سائبة بلا حل وهي ذات المهمة التي اشتغل عليها علي "ع" في الدولة العادلة يوم كان يتقوس ضلعه اذا ما رأى او سمع بفقير.
هموم الناس في وزارة يقودها الشمري لن تكون سوى منصة يطل من خلالها وزير الناس على المشكلة فيتوثب الى حلها كما يتوثب الفارس في معركة وهو الفارس المجرب في اللحظات الصعبة من معارك المصير فكيف لا يتوثب في معارك الناس وهو وزير الناس؟