بغداد ـ العالم
نددّت الحكومة، امس الثلاثاء، بالقصف الجوي الأمريكي الذي استهدف مقرات لفصائل منضوية تحت مظلة الحشد الشعبي، ما أسفر عن سقوط منتسب ضحية وإصابة 18 آخرين بجروح بينهم مدنيون، وذلك ردا على الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية في مدينة أربيل، ما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف الجيش الأمريكي.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق من فجر أمس، أن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن وجّه بشن ضربات جوية على ثلاثة مواقع تابعة لكتائب حزب الله والجماعات التابعة لها في العراق، وذلك رداً على الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية في أربيل، وأسفر عن إصابة ثلاثة جنود أمريكيين.
وصعّدت "فصائل المقاومة" من هجماتها على القواعد العسكرية لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وسوريا بعد أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر في فلسطين (طوفان الأقصى).
ويتمركز 900 جندي أميركي في سوريا و2500 في العراق في مهمة تقول الولايات المتحدة إنها تهدف إلى تقديم المشورة لقوات محلية ومساعدتها في محاولة منع تنظيم الدولة من معاودة الظهور بعد أن استولى في 2014 على مساحات شاسعة في العراق وسوريا قبل دحره. وأكدت حركة "النجباء" المنضوية في الحشد الشعبي، أمس الثلاثاء، مقتل أحد عناصرها بالقصف الأمريكي الذي استهدف مركز محافظة بابل، مطالبة الحكومة العراقية بإجراءات "رادعة لمثل هكذا أعمال عدائية".
وقالت الحركة في بيان طالعته "العالم"، "إننا نطالب وبشدة الحكومة والقوى السياسية العراقية بتحمل مسؤوليتها والقيام بواجباتها، وتطبيق قرار مجلس النواب القاضي بإخراج قوات الاحتلال من ارض العراق كافة إضافة إلى إجراءات أُخرى تكون رادعة لمثل هكذا أعمال، وضامنة لعدم تكرارها". وأضاف البيان "أن المقاومة الإسلامية ماضية في تنفيذ العمليات الجهادية حتى خروج آخر جندي محتل من أرض العراق".
وقال البيت الأبيض في بيان، إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أطلع الرئيس بايدن في اتصال هاتفي بعد ظهر الاثنين، على الحادث، وتم تقديم عدة خيارات للرئيس، وأمر بايدن بشن الضربات خلال تلك المكالمة.
وأضاف البيان، أن الضربات ركزت على "أنشطة الطائرات بدون طيار"، مبينا أن الجماعات التابعة لكتائب حزب الله العراقي ركزت بشكل خاص على أنشطة الطائرات بدون طيار.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، صباح امس، شن القوات الأمريكية ضربات على 3 منشآت تستخدمها "كتائب حزب الله" والجماعات التابعة لها في العراق.
وقال أوستن، في بيان، إن "هذه الضربات الدقيقة هي رد على سلسلة من الهجمات ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات التي ترعاها إيران، بما في ذلك هجوم شنته كتائب حزب الله التابعة لإيران والجماعات التابعة لها على قاعدة أربيل الجوية أدى إلى إصابة 3 أمريكيين، أحدهم في حالة حرجة".
وأضاف أنه "لن نتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا، ولا توجد أولوية أعلى من ذلك". وتابع وزير الدفاع الأمريكي بالقول: إنه "بينما لا نسعى إلى تصعيد الصراع في المنطقة، فإننا ملتزمون ومستعدون تماما لاتخاذ المزيد من التدابير اللازمة لحماية شعبنا ومنشآتنا".
فيما أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، امس الثلاثاء، بأن إسرائيل تتعرض لحرب متعددة الجبهات، مبيناً أنها ردت في 6 جبهات من أصل 7.
وقال في بداية جلسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست "نخوض حربا متعددة الجبهات"، مشيراً إلى الجبهات في كل من قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن إضافة إلى إيران.
كما تابع "لقد استجبنا وتصرفنا في ست من هذه الجبهات"، مضيفاً "كل من يعمل ضدنا فهو هدف محتمل، ولا حصانة لأحد". جاءت هذه التصريحات فيما تستنفر إسرائيل تحسباً لأي رد من إيران، بعدما هددت طهران بالرد على مقتل العميد راضي موسوي، أقدم مستشاري الحرس الثوري الإيراني في سوريا، بغارة إسرائيلية، الاثنين. وأكد مسؤول إسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي يستعد لرد إيراني محتمل يشمل إطلاق صواريخ من سوريا ولبنان، وفق ما أفاد مراسل "أكسيوس". كما نفى المسؤول الإسرائيلي تورط تل أبيب في مقتل الجنرال الإيراني.
وكانت إيران اتهمت إسرائيل باغتيال موسوي بصواريخ استهدفت منزله في العاصمة السورية دمشق، بعد عودته من السفارة الإيرانية. وتوعد الحرس الثوري إسرائيل بدفع ثمن قتله.
يشار إلى أنه منذ منتصف أكتوبر الماضي، تخوفت دول غربية وإقليمية من توسع الصراع في المنطقة، لاسيما مع دخول حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وفصائل مسلحة مدعومة إيرانياً في العراق على خط المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس.