بغداد – العالم
أثارت تقارير إسرائيلية حديثة جدلاً واسعاً بعد حديثها عن "مخطط لفتح جبهة جديدة مع العراق"، في وقت يرى فيه مراقبون أن هذه التسريبات تحمل رسائل متعددة، وتكشف عن مرحلة حساسة من التوترات الإقليمية، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار البلاد.
وبحسب تقرير لصحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال والموساد يستعدان لمواجهة ما وصفته بـ"تهديد متنامٍ من العراق"، مشيرة إلى أن إيران "تحشد موارد كبيرة لتعزيز قدرات الفصائل الموالية لها داخل الأراضي العراقية، استعداداً لهجوم محتمل على إسرائيل براً وجواً فور صدور الأوامر".
عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، علاوي نعمة، أكد أن "ما نشرته وسائل الإعلام العبرية يمثل تطوراً بالغ الخطورة، ويستوجب من الحكومة العراقية أعلى درجات الحذر والجاهزية".
وقال نعمة إن "هذه المحاولات تهدف إلى جرّ العراق إلى ساحة صراع إقليمي، ضمن ما تسميه إسرائيل (الحرب متعددة الجبهات)، وهو أمر مرفوض تماماً"، مشدداً على أن "أي اعتداء على أراضي العراق أو منشآته يُعد انتهاكاً صارخاً للسيادة، وسيواجه برد حازم".
وأضاف أن اللجنة تتابع التطورات عن كثب عبر القنوات الأمنية والدبلوماسية، مؤكداً أن "العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية، ولن يسمح لأي طرف باستغلال أراضيه لأجندات خارجية".
وحذّر نعمة من أن "فتح جبهة في العراق – إن صحت المعلومات – سيشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي، ويعرّض المدنيين والبنى التحتية للخطر، وقد يدفع البلاد نحو دوامة جديدة من التوترات الأمنية والسياسية". كما شدد على ضرورة "توحيد الموقف الوطني بين الحكومة والبرلمان والقوى السياسية، لضمان استقرار البلاد، وعلى المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته في منع أي تصعيد جديد بالمنطقة"، مؤكداً أن "استقرار العراق يمثل ركناً أساسياً في أمن الشرق الأوسط، وأي محاولة لزعزعته ستنعكس سلباً على الإقليم بأكمله".
من جانبه، يرى الخبير في الشأن الأمني والسياسي محمد علي الحكيم، أن الحديث عن فتح جبهة جديدة في العراق "يُعد مؤشراً خطيراً إذا ما تطور إلى تحرك ميداني"، مشيراً إلى أن "ذلك سيكون بمثابة إعلان حرب غير مباشرة، وجرّ العراق إلى صراع إقليمي واسع".
وقال الحكيم إن "مثل هذا السيناريو سيحوّل العراق إلى ساحة مواجهة مفتوحة، ويهدد الأمن الوطني في أبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية"، موضحاً أن "إسرائيل تدرك أن أي مواجهة مع الفصائل العراقية ستستدعي ردود أفعال متسلسلة من أطراف إقليمية أخرى، ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة".
ورجّح الحكيم أن تكون هذه التقارير جزءاً من "حرب نفسية وإعلامية" تمارسها إسرائيل للضغط على أطراف إقليمية، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة تعامل الحكومة العراقية بجدية مع هذه التسريبات، قائلاً: "حتى الحرب الإعلامية يمكن أن تمهد لتصعيد ميداني إن لم تُدار بحذر".
ودعا إلى "تعزيز قدرات الدفاع الجوي والرصد الإلكتروني، وتفعيل التعاون الاستخباري مع الدول الصديقة، لأن أي خرق أمني قد يُستغل لاستهداف منشآت أو قواعد عراقية تحت ذرائع واهية"، مؤكداً أن "العراق يجب أن يحافظ على حياده وألا يُستدرج إلى لعبة المحاور الإقليمية".
(تفاصيل ص2)