بغداد _ العالم
أكد الاتحاد الدولي للنقل البري أن العراق، من خلال اعتماده نظام TIR للعبور الجمركي الدولي، يواصل تحقيق نجاحات ملموسة في خفض الوقت الزمني اللازم لنقل الشحنات البرية بين أوروبا والشرق الأوسط، بما يعزز مكانته كمركز عبور إقليمي ومحوري في سلاسل الإمداد الدولية.
وتناول تقرير صادر عن الاتحاد، الذي يتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقراً له نموذجاً عملياً لشحنة نُقلت عبر العراق، جرى خلالها شحن معدات متخصصة للتصوير وإنتاج الأفلام، في خطوة تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لنظام TIR في نقل البضائع براً، ودوره في تعزيز التجارة العابرة للقارات بشكل فعّال وآمن وسلس.
ووفقاً للتقرير، انطلقت الشحنة من المجر باتجاه الأردن مروراً بالأراضي العراقية، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للعراق كممر يربط بين الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط. وأشار الاتحاد إلى أن هذا المسار أسهم في تقليص أوقات الرحلات التقليدية متعددة الوسائط بنحو 80 في المئة، مقارنة بوسائل النقل الأخرى.
وبيّن التقرير أن المعدات المنقولة ستُستخدم في إنتاج فيديو ترويجي يوثّق التاريخ الغني للأردن ومواقعه التراثية البارزة الممتدة على طول طرقه التجارية، وهو ما يبرز البعد الثقافي والإبداعي الذي يمكن أن يدعمه نظام TIR، إلى جانب دوره الاقتصادي والتجاري.
وأوضح الاتحاد أن العملية نُفذت من قبل مشغل TIR في رومانيا، واستغرقت نحو ستة أيام فقط، في حين أن عمليات النقل التقليدية متعددة الوسائط كانت ستستغرق قرابة خمسة أسابيع للوصول إلى الوجهة نفسها. واعتبر التقرير أن هذا الفارق الزمني الكبير يمثل عاملاً حاسماً للشركات والصناعات التي تعتمد على سرعة التسليم وتقليل التكاليف التشغيلية.
ونقل التقرير عن كبير مستشاري TIR في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رامي كاروت، قوله إن هذه العملية “تعكس بوضوح كيف يمكن لنظام TIR تقليص أوقات العبور مع الحفاظ على أعلى معايير الأمان”. وأضاف أن النظام لا يقتصر على دعم التجارة التقليدية فحسب، بل يسهم أيضاً في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال تسهيل مشاريع تعزز الهوية الإقليمية وتدعم السياحة والتبادل الثقافي.
وأشار التقرير إلى أن الموقع الجغرافي للعراق يجعله “جسراً طبيعياً” للطرق التجارية التي تربط الاتحاد الأوروبي بدول مجلس التعاون الخليجي وبلاد الشام، لافتاً إلى أنه في ظل سعي الاقتصادات الإقليمية إلى مزيد من التكامل، بات دور العراق كمركز نقل إقليمي أكثر أهمية من أي وقت مضى، لا سيما في ما يتعلق بمرونة سلاسل التوريد وتنويع مساراتها.
وأضاف الاتحاد الدولي للنقل البري أن اعتماد العراق لنظام TIR يمثل خطوة استراتيجية تواكب التحولات العالمية في قطاع اللوجستيات، خاصة مع تزايد التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تدفع الدول والشركات إلى البحث عن ممرات أكثر أماناً وكفاءة لنقل البضائع.
وختم التقرير بالتأكيد على أنه مع انضمام المزيد من الدول إلى نظام TIR، وتوسيع قدراتها الرقمية في مجال التخليص الجمركي وتتبع الشحنات، فإن هذا النظام مرشح للعب دور أكبر في إعادة تشكيل ممرات التجارة العالمية. كما شدد على أن العراق، بفضل موقعه واعتماده المتزايد على هذا النظام، يمتلك فرصة حقيقية لترسيخ مكانته كمحور لوجستي إقليمي ودولي، بما ينعكس إيجاباً على اقتصاده وحركته التجارية في السنوات المقبلة.